لبست عباءةَ أمِها وتلثمت بخمارها ،،،،حين رأها القمرُ تظللَ في عينيها،،،،والليلُ مع سمائه بعبائتها ٱرتداها،،،،،تسللت بخطواتٍ خفيفةٍ خوفاً حتى من ظلها أن يراها،،،،،،حرميةٌ في الحب ،،،،لصةٌ في الموعد ،،،،مجرمهٌ في الشوق أذا ٱعتلاها ،،،،وصلت لموعدِها مبتسمه هنا حبيبَها الذي يهواها ،،،
ضمها ببرودةٍ ليس من عادتِه ،،،،شعرت بأنه الذي لم يحواها،،،،،حدثته بلطفٍ تخبره عن يومِها ،،،،لم تلقى منه اهتمامً كما عودّها ،،،،فهزها الخوفُ واشتعلَ فؤادُها ،،،حاولت أن تقاومَ جرحَها ،،،،أن تطفئَ الجمرةَ المشتعله ،،،مدعيه بأنها مكعبُ ثلجٍ لتبردَ قلبَها،،،،تغيرت تلك الإبتسامةُ الشغوفه،،،،ولكنها سجنت دمعاتَ القهرِ ،،،،فهذا ليس حُضنُه ،،،وليست نظراتُه التي كانت تحملُ الشوق ،،،،،وليست يداهُ التي اعتادت لمسَها ،،،،،نبرةُ صوتِه مختلفه ،،،،،لماذا طلبَ منها أن تأتي ،،،،لماذا لم يتركْ هاتفُه من يده ،،،،لماذا تغيرَ ذلك الدفئُ في صدرِه ،،،،لماذا لم تسمعْ صوتَ نبضاتِ قلبَه ،،،،،دوامةٌ بدأت تلُفُ بها وتدور ،،،،ليس هو ،،،كأنّه القريبُ البعيد،،،،كأن سنينَ عمرَها ضاعت سُداً في حبٍ عقيم ،،،،ضاعت لهفةُ الشوقِ منها ،،،،،تعذب قلبُها ،،،،دارت حربٌ بين عقلِها وقلِبها ،،،، خطفَها الشرود ،،،،،وهو غيرُ مهتمٍ بشعورِها ،،،،،يحملُ هاتفُه ويكتُبُ مبتسماً ،،،،إنه خِذلان الروح ياسادة،،،،خيانهٌ مشروعه ،،،،قلبٌ ماتَ جوعاً وهو ثريٌ بالمشاعر ،،،، مرٌ وقتٌ من الزمن لكِنّه كانَ بطيء ،،،،كأنّه عُمرُ عجوزٍ ،،،في فراشِ الموت ،،،،روحٌ فارقت الجسد وبقي على قيدِ الحياة ،،،،
وفي لحظهِ إدراكٍ أن النهايةَ هنا ،،،،أن حبَها لن يُثمِر ،،،بل أن ثمَرَة حبِها قطفَه عابَر سبيل ،،،فتحت البابَ ثم غادرت ولازالت عباءةُ أمِها ولثامِها على ذاكِ المقعدْ في غرفهِ جلوسِه ،،،،هنا إنتهى الذي لانهايةَ له في قلبِها ،،،،هنا أخرُ لقاءٍ ،،،،لموعودٍ كان فيه فناءُ الروح