المقالات والسياسه والادب
أبو العريف أبو العريف بقلم محمد فتحى شعبان

أبو العريف أبو العريف
صباح الخير …
اكتب لكم هذه الرسالة وانا في السوق ، الساعة الآن الثالثة فجرا …أهل السوق يتوافدون إلي السوق تباعا ، فردوس تحمل جوال فارع لكنه بعد قليل سيمتلئ بأنواع من الخضروات ، فردوس رفيعة تكاد تكون جلد فوق عظم لكن تحمل وجه له ملامح حلوة ، تدور في السوق تلتقط الخضر الساقطة فوق الارض تملأ الجوال ثم تفرغه في ركن آمن وتعود من جديد ، عدة ساعات متوالية تملأ وتفرغ حتي هي نفسها تمتلئ وتفرغ ، تراها تمشي في السوق منتفخة البطن ..تم الشحن بنجاح ، تمر الشهور سريعا …تم التفريغ بنجاح ، تراها تحمل رضيعها وتدور ثم يختفي الرضيع وتراها منتفخة مرة أخري .
زكية تأتي بعد منتصف الليل أنها من ساكني القري المحيطة بالبلدة تمتلك جسم ممتلئ ، لها ثديان ضخمان ومؤخرة عريضة ، تمشي ببطئ …يتمايل ردفيها صعودا وهبوطا ، يهتز ثدييها ، تغطي وجهها كعادة أهل القري لكنها تلبس عباءة تلتصق بجسدها .
ما اكتبه مجرد مشاهد عابرة نماذج من السوق ، ففي داخل السوق حياة أخري مصغرة ، الواد سعد المجنون لم يولد مجنون ولكن اصابه الجنون أثناء الخدمة العسكرية فتم تسريحه من الجيش ، احيانا يمشى هادئا يحدث نفسه بصوت مسموع ثم يسب ويلعن ، يشير بيده هنا وهناك ، يجري بين شوارع السوق …قد تجده امامك فجأة يطلب منك سيجارة أو يطلب جنيها ليشتري سيجارة ، قد يطلب طعاما ، احيانا يزيد جنونه فيخلع ثيابه ويدور عاريا تماما ، البعض يغض بصره والبعض لا يفعل ، النساء والرجال ينظرون ، سمعت ذات مرة أحد البائعين يتعجب من كبر خلقته و يتحسر علي نفسه ثم يقول ( يدي الحلق للي بلا ودان ) أخبرته أن هذه الكلمة حرام فرد ( و مش حرام اللي انا فيه ده ) …أصابني الخرس تركته و مشيت .
أم نجاح تفرش في السوق تبيع أحذية بلاستيكية و جلدية والملابس الداخلية الحريمي ، تفرش الأحذية ولكن اشياء النساء تخبئها داخل عربة حديدية خلف الفرش ، كأن هذا الأمر جرم كبير ، كلما اقتربت من العربة اعرف أن هناك من تريد شيئا من هذا الجرم ، رأيت زكية تقترب يوما من أم نجاح ثم ذهبتا إلي العربة ، تلصصت من بعيد أخرجت أم نجاح ملابس تحتية تسع امرأتين ، نظرت إلي زكية و الي الملابس ثم وليت وجهي بعيدا حمدت الله انها لم تراني
أم لا أدري إم من لكنها امرأة سمراء سمينة مترهلة الجسد ، يصل ثدييها إلي أسفل بطنها المترهل ، لها مؤخرة كبيرة مترهلة أيضا ، عينان جاحظتان وأنف كبير ورأس كبير أيضا ، هناك احمرار دوما بعينيها ، كلما رأيتها أشعر أن أنفاسها تكاد تتوقف ، تذكري بتلك المرأة السوداء السمينة في حكايا توم وجيري ، ما زلت احب تلك الحكايات حتي الآن اندمج معها بحيث اني لا أسمع لا أري إلا هي ، اضحك من مقالب الفار في القط لعلي اكون صادقا إن قلت اني حتي الآن لا اعرف أيهما توم و ايهما جيري ، هم فقط القط و الفأر ، مثل ذلك حكايات بطوط تضحكني لكني لا اعرف اسمه أيضا ، المهم انها اتهمت الواد سعد انه تحرش بها والأغرب انها اتهمت عصام المراهق صاحب الخمسة عشر عام بالتحرش بها ، لعل الأمر مضحك .
أنا من محبي الصمت والتأمل لكن إذا تحدثت فأنا شديد الجدال كما كانت تقول امي ( أنت بلسانين ومحدش يغلبك ) ، بطة وهي بالفعل كانت بطة ذات جسد مليئ متناسق كانت تمشي في السوق مثل قطعة ( الجيلي ) كل شىء فيها يهتز فتهتز له القلوب ، لا تتعجب من حكاياتي عن النساء فمنذ صغري وانا ذو لسانان و احب الحكايا و قعدة النسوان ، كنت اسمع مقولة الجلوس مع الرجل افضل من الجلوس مع مائة امرأة لكن إذا حضرت امرأة فليذهب ألف رجل إلي الجحيم .
اتعجب من نفسي احيانا ، من أين لي هذا التناقض ، نعم أنا متناقض فعلا لكني صريح ، رغم أن نظراتي تتبع النساء واحب حكاويهن لكني استحي أن أغازل امرأة ، وإلي الآن لم تمر بي قصة حب ، تمنيت كثيرا أن أعيش قصة حب مثل الافلام لكن الحمد لله مرت الأمور بسلام .
السوق في حالة كساد …الاسعار مرتفعة ..لا بيع ولا شراء لذا فأنا شبه متفرغ لمتابعة ما يحدث في السوق ، مثل شيخ الحارة لا بد أن يعرف كل شاردة وواردة ، أظن أن هذه الأجيال لا تعرف شيخ الحارة …تذكرت شيئا فضحكت ..فردوس تلك المرأة مثل عود القصب امسك بها سعد المجنون ، كان يقبلها و هي تصرخ ، خلصتها من يده …مسحت فمها بيدها ثم بطرف طرحتها ، انقلبت ملامح وجهها إلي شىء عجيب .
لم احكي لك عن رجل واحد غير سعد المجنون فبأي شىء تنفع الحكايا عن الرجال ، السوق غالب أهله نساء من كل الطبقات ، هناك بائعات جامعيات لا تستغرب ، وهناك من لا تفرق بين الألف و كوز الذرة .
فتحية كانت عندي في المغازة بعد الفجر مباشرة ، خرجت من المسجد فوجدتها تصلي في المغازة ، ترتدي جلابية حمراء ناعمة ، لم تكن تلبس حمالة صدر …تدلي ثدييها الصغيرين مثل ذئب عجوز منكس الرأس لكنه يستطيع الهجوم والقتال ، لا اظن انها كانت تلبس ملابس تحتية صيفا ، حين تعطيني ظهرها يبدوا ردفيها حرين تماما .
سعد المجنون يظهر فجأة مقبلا نحوي ، اعطيه سيجارة و أشعلها له ، رغم الجنون يعرف اسمي …يحكي معي احيانا لا أدري شيئا عما يحكيه لكني استمع إليه ، يجلس فوق كرسي جواري يضع ساقا فوق أخري ، دخلت امرأة لا اعرفها ترتدي ملابس رياضية هذه بالطبع ليست بائعة ، تركته وقمت إليها كانت تتكلم بنعومة مصطنعة تشعرك أنها من طبقة راقية ، تضع مساحيق تجميل فوق وجهها لا تناسب الخروج نهارا ، أخبرتني أنها تبدا مشروع جديد ، ارهقتني في الجدال والمفاصلة ، البنطال الذي تلبسه يكاد ينفجر .
حديث الناس يدور حول الغلاء وارتفاع الأسعار ، وقلة الداخل ، الحديث عن غزة يشغل البعض ، والكثير لا يدرك ما يحدث ، كثير يحلم بالسفر ( الواحد يا اخى نفسه يخلع من البلد دي ) تجد من يرد ( احنا احسن من غيرنا بكتير ، يعني احنا ولا سوريا ولا ليبيا ولا فلسطين ) ، الكثير يتكلم في سياسة البلد و معحب جدا برأيه يشعرك أنه ابو العريف في ثوبه الجديد ، رغم كل ذلك هناك نقطة أساسية في كل الأحاديث هذه النقطة هي ….النساء والمنشطات الجنسية ، أمر مهم في كل الأحاديث ( بيبقي الجو متكهرب والكل متعكر ومشدود وساعة ما تخش واحدة حلوة ، تلاقي الوشوش اتفردت والإبتسامة بقت من الودن للودن ، واعصابهم هديت ) ، هذه هي العادة ، وراء كل رجل مبتسم امرأة لكنها ليست زوجته بالتأكيد .
دخلت بطة تسألني عن شىء ، الجو حار ( الناس متفرهدة من الحر ) اتجهت نحو الصنبور فتحته غسلت وجهها و اغرقت جلابيتها بالماء ، التصقت الجلابية بجسدها لم تكن ترتدي شىء إلا القطعتين تحت الجلابية ، برز الجزء العلوي من جسدها ، اشترت ما تريد مدت يدها إلي صدرها تخرج كيس النقود ، ظهر جزء من حمالة صدرها الوردية وخرج جزء من ثديها وهي تخرج كيس النقود كان وردي هو الآخر …
سلام …الحديث عن النساء غير ممل ابدا ….هههه





