أخبارالسياسة والمقالات
أتمنى أن تعيد مصر حساباتها مع هؤلاء “فتح وحماس
بقلم الإعلامي/ يوحنا عزمي
فهل دعوة مصر لفتح وحماس كان لحسابات خاطئة ..
أم أنه جاء نتيجة حسن نية أكثر مما ينبغي ..
أم أنه الأمل والرجاء أن يتفق الفرقاء ..
الفلسطينيون شعب سحقه الظلم من داخله ومن خارجه .. فاختفاء اسم فلسطين من على ظهر الخريطة لم يكن فقط نتيجة التواطؤ الدولي أو الاعتراف الأممي بإسرائيل كدولة مستقلة ذات سيادة سنة 1948م مخلفا وراءه أكبر كارثة إنسانية عرفتها البشرية بتهجير شعب كامل من أرضه ثم تسليمها إلى شعب آخر جاء من الشتات ، تم تحت مظلة الأمم المتحدة ، أي أنه ظلم دولي مقنن.
بل لأن فلسطين أيضا لم يرحمها أبناؤها الذين انقسموا على أنفسهم وتقاتلوا فيما بينهم أكثر من قتالهم إسرائيل ذاتها .. انقسموا حينما طلب منهم التوحد ، رموا بعضهم البعض بأبشع تهم الخيانة والعمالة لإسرائيل ، ومنهم فعلا من هو متعاون مع إسرائيل ويعمل لحسابها.
وحينما استقرت المنظمات الفلسطينية الكثيرة في قوتين كبيرتين “فتح وحماس” زاد التشرذم والانقسام أكثر.
برطعت “فتح” في الضفة وبلطجت حماس على غزة ..
وبدلا من فلسطين واحدة أصبحت اثنتان ، لكن ليس أفظع من انقسام الوطن عاطفيا وفكريا.
فتح تتهم الحمساويين بالتخلف والظلامية والجهل .. وحماس تتهم فتح بالعمالة لإسرائيل ، خصوصا أبو مازن وتصفهم بالعلمانيين على أساس أنهم المتدينون الأطهار.
لا تصدق أبدا أنه سيأتي يوم تتصالح فيه فتح وحماس ..
كل ما شهدناه في السابق ما هو إلا تمرير لمواقف ليس أكثر وطبعا لم تكن إسرائيل تحلم يوما ما بوضع أفضل إطلاقا مما هي عليه الآن.
من المفارقات العجيبة أن العالم كان يتعاطف مع إسرائيل
وهي تقتل الفلسطينيين وليس العكس .. السبب أنهم تحولوا إلى ” أساتذة ” في أن يفقدوا أي تعاطف يأتيهم من أية جهة.
وإذا كانت قراءة التاريخ مفيدة أحيانا فسأستدعي جانبا صغيرا منه وأسأل : هل كان شارون عبيطا أو ساذجا حينما سمح للفلسطينيين وتحديدا حماس بالمجيء ثم البقاء في غزة وهو أول من يعلم من هي حماس ؟!
أم أن ذلك تم رغما عنه ؟!