القسم الديني

أمانة تربية النشء الصالح مسؤوليتنا جميعاً

بقلم د/ محمد بركات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فالجيل الحالي ، وتصاعديا الأجيال الجديدة القادمة هي أجيال مظلومة مهضوم حقها في التربية الأخلاقية والإجتماعية السليمة.

أجيال غابت عنها القدوة بشكل نسبي أو مطلق في بعض الأحيان ، وتحتاج إلي مزيد جهد وعظيم بذل لإخراجها من كبوتها فهي سريعة الملل ولا تستقر علي حال.

اعلان

تنخدع بالمظاهر البراقة وآخر الصيحات في عالم الموضة وتسريحات الشعر والملابس إلي غير ذلك مما لا يخفي عن أريب ولا حبيب.

وهم الأحوج _حسب نظري _ في غرس كل جميل في حياتهم وكل ما يقربهم إلي دينهم وربهم ، وطفلك إن غرست فيه حب الخير وحب العمل الصالح كانت ثمرتك فيه لا حد لوصفها.

إن حببت له وفيه الصلاة كانت حياته وراحته وأمله وخير استفتاح ليومه وساعاته.

اعلان

مستعينا بالله في ذلك فهو سبحانه وتعالى خير معين وموفق مستخدما الأسلوب المميز في ذلك بعيدا عن الترهيب المستمر الذي لا يجد نفعا بل ضرره أكثر من نفعه.

يحكى أن رجل مسلماً ألمانيا ﻟﻪ ﺍﺑﻦٌ ﻋﻤﺮﻩ ﺳﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ.

، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻗﺮﺏ ﺫﻛﺮﻯ ﻳﻮﻡ ﻣﻴﻼﺩﻩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺩﻋﺎ الأﺏ ﺯﻣﻼﺀ ﺍﺑﻨﻪ ﻟﺒﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺨﺒﺮ ﺍﻻﺑﻦ ﺑﺄﻱ شيء من تفاصيل ما يصنع له .

ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺗﻮﺍ ﻋﻨﺪﻩ ﻭجاء كل ﻭﺍﺣﺪ منهم بهدﻳﺔ معه ﻻﺑﻨﻪ، ﺭﺁﻫﻢ ﺍﻻﺑﻦ ﻓﺘﻌﺠﺐ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﻠﻢ بترتيب ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﻣﻴﻼﺩﻩ.

ﻓﺴﺄﻝ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﻗﺎﻝ:
ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻤﺘﻠﺊ ﺑﺰﻣﻼﺋﻲ ﻭﻣﻌﻬﻢ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ؟

ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ الأﺏ ، ﻭﻗﺎﻝ :
ﻳﺎﻭﻟﺪﻱ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﺑﻠﻮﻏﻚ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻙ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﺒﺪﺃ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻟﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .

ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ ﺳﺘﺼﻠﻲ ﻓﻴﻪ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎﺀ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻚ ﻳﻬﻨﻮﻧﻚ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﻘﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ.

ﻓﺘﺄﺛﺮ ﺍﻻﺑﻦ ﺗﺄﺛﺮﺍ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻭﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﻭﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ .

يقول الأب:
ﻭﺍلآﻥ ﺑﻠﻎ ﺍﻻﺑﻦ ﺳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ بإﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ.

ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ..!

إنه الغرس الطيب من الأب الطيب.

فما ﺃﺟﻤﻞ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻭﺍﻟﺪﻩ !
، ﻭﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻐﺮﺱ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺻﻐﺮﻩ .

والعبرة المقصودة من القصة:

ﺍلأﺳﺎﻟﻴﺐ مهمة في الأخذ بنشء يريد من يرسم له الطريق ويحدد له الملامح.

واعلم أن صلاتك وطفلك يراك تصلي خير له من ألف ألف نصيحة فتجده يحاكي ويقلد فيأخذ مصلاه فاعلا مثل فعلك ثم هداية الله له وهو سبحانه وتعالى خير معين وموفق.

عليكم بترغيب ﺃﻭﻻﺩﻛﻢ ﻭﺑﻨﺎﺗﻜﻢ في الصلاة ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ والموعظة الحسنة والأﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺤﺴﻦ
وليس بالترهيب وحده والتخويف والمعاملة السيئة فيحدث النفور ويضيع الخير ولا تصل لشيء.

نسأل الله الصلاح والفلاح والهداية لأبنائنا..اللهم آمين.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى