بقلم د/ محمد بركات
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فالصلاة ركن ركين وحصن حصين ومفتاح للسعادة وهي أصل أصول الريادة والسعادة، هي الطمأنينة والثقة والراحة والرزق الوفير، بها تبارك الأوقات والأزمنة وتزول الهموم والغموم وتفرج الكرب في كل الحقب.
هي الصلاة أكثر وأكثر من ذلك.
لكن ، مَتَى يُؤْمَرُ الصَّبِيُّ بِالصَّلَاة؟
قال رسول الله ﷺ :
(عَلِّمُوا الصَّبِيَّ الصَّلَاةَ ابْنَ سَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُ عَلَيْهَا ابْنَ عَشْرٍ) .
( صحيح في سنن الترمذي ٤٠٧)
، قال الإمام المباركفوري رحمه الله :
قول النبي ﷺ: (عَلِّمُوا الصَّبِيَّ الصَّلَاة) قال العَلْقِيُّ في شرح الجامع الصغير :
بِأَنْ يُعَلِّمُوهُمْ مَا تَحتَاجُ إِلَيْهِ الصَّلَاةُ مِنْ شُرُوطٍ وَأَركَانٍ ، وَأَنْ يَأْمُرُوهُمْ بِفِعلِهَا بَعدَ التَّعلِيم ، وَأُجْرَةُ التَّعلِيمِ في مَالِ الصَّبِيِّ إِنْ كَانْ لَهُ مَالٌ ، وَإِلَّا فَعَلَى الوَلِيِّ ، اه .
،(ابْنَ سَبْعِ سِنِينَ) حَالٌ مِنَ الصَّبِيِّ وهكذا ، (وَاضْرِبُوهُ عَلَيْهَا) أَيْ على تَركِهَا وَالضَّمِيرُ يَرجِعُ إلى الصَّلَاة (ابْنَ عَشْرَةٍ) .
قَالَ العَلْقِيُّ : إِنَّمَا أَمَرَ بِالضَّربِ لِعَشْرٍ ، لِأَنَّهُ حَدٌّ يُتَحَمَّلُ فِيهِ الضَّربُ غَالِبًا ، وَالمُرَادُ بِالضَّربِ ضَربًا غَيرَ مُبَرِّحٍ وَأَنْ يَتَّقِيَ الوَجْهَ فِي الضَّربْ ، اه .
( تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ٢٧٠/٣)