أين دولة المغرب من كل ما يحدث في غزة

107

 

 

بقلم : يوحنا عزمى 

 

استغرب بشدة كيف لا يكون لدولة المغرب صوت غاضب ومدوي احتجاجا ورفضا وإدانة وشجبا واستنكارا للمذابح الإسرائيلية الوحشية في غزة ولحملات الإبادة العنصرية الجماعية التي ترتكبها فيها واصبحت حديث العالم كله ؟ 

 

كيف لا تدين المغرب وتستنكر وتحتج باشد العبارات ، وهي من يتمتع اليهود فيها بمكانة سياسية واقتصادية واجتماعية لا مثيل لها في اي مجتمع آخر في الشرق او في الغرب ؟

 

المغرب الذي قام الملك محمد السادس بإدخال تعديل خاص بالطائفة اليهودية المغربية علي دستور المملكة ينص علي ان 

اليهود المغاربة هم مكون تاريخي وثقافي وحضاري واجتماعي اساسي من مكونات المجتمع المغربي ، ومؤكدا علي حقهم في التمتع بكافة الحقوق والحريات المدنية والسياسية التي يكفلها الدستور للمواطنين المغاربة ، وإلي الحد الذي دفع رئيس الطائفة اليهودية في المغرب إلي التصريح بأن ما يتمتعون به من حقوق وحريات في المغرب يفوق ما يحصل عليه المواطنون الإسرائيليون واشاد بما ينعمون به من أمن وأمان لا نظير له في اي دولة في العالم .. هؤلاء هم اليهود المغاربة الذين كان أحدهم ( ازولاي ) المستشار الإقتصادي الخاص للملك الحسن الثاني ومن بعده لابنه الملك محمد السادس ، وكانت لازولاي حظوة ومكانة خاصة لدي البلاط الملكي المغربي يعرفها جميع المغاربة.

كيف تكون هذه هي معاملة الدول العربية لمواطنيها من اليهود ويكون الرد عليها هو كل هذا الحقد والكراهية والتعصب العنصري في اكثر صوره دموية وبربرية ووحشية من قبل إسرائيل للفلسطينيين ؟ كيف ينعم اليهود بالأمن والأمان في المغرب والمقاصل الإسرائيلية تفجر اجساد الفلسطينيين في غزة وبكل 

هذه الشراسة والعنف ؟ 

 

وهل يقبل ضمير المسئولين المغاربة ان تغرق غزة في حمام دم كبير علي أيدي الإسرائيليين ويكتفون هم بالصمت بأقل الأدوار حضورا علي الساحة العربية ، وهم من كان يجب علي إسرائيل ان تحسب لردهم علي انتهاكاتها لقواعد القانون الدولي الإنساني في غزة الف حساب وخوفا من ان تقوم المغرب ، وهي من تقدر علي ذلك فعلا برد الصاع صاعين ؟ 

 

 ثم أين اليهود المغاربة ورد فعلهم من المجازر الإسرائيلية في 

غزة وألم يكن متوقعا منهم ان يشجبوها ويدينوها وينددوا بها أمام العالم وان يطالبوا بوقفها وبمحاسبة المسئولين عنها ويقارنوا بين وضعهم الإنساني المتميز في المغرب والوضع اللانساني الكارثي لسكان قطاع غزة حيث تقطع إسرائيل عنهم كل اسباب الحياة ؟ ألم يكن هذا هو دورهم وواجبهم في هذا الظرف الإنساني العصيب ؟ .. ولماذا كل هذا التجاهل والاستخفاف واللامبالاة ؟ 

 

واخيراً ، ألم يكن اليهود المغاربة باعدادهم الكبيرة في المغرب ورقة خطيرة يمكن للمغرب تهديد إسرائيل بها ، او الضغط بها عليها لوضع حد لجرائمها ضد الإنسانية التي فاقت الحدود ؟  

 

ألم يكن ليهود المغرب مكان في اي خطة كان يمكن للمغرب التحرك بها لتقليص هذا العنف ووقف شلال الدماء الذي أغرق الإسرائيليون غزة فيه ؟