أخبارالسياسة والمقالات

أيها الإنسان قف لتعدل من بعض صفاتك 3

بقلم د/ محمد بركات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

 

 

كثيرة هي صفات الإنسان الجيدة والسيئة أيضا تبعا لشخصية كل منا وحياته وقابليته للخير أم الشر .

يقول الله تعالى:
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ۝ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ۝ قَدْ أَفْلَحَ مَن زكَّاهَا ۝ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}
( الآيات من 7_10)

ومن الصفات الإنسانية السيئة و المذمومة التي ذكرت في القرآن الكريم

قال تعالى: (وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا)
( سورة الإسراء، الآية: 100)

وقد جاء في تفسير (وَكَانَ الإنْسَانُ قَتُورًا) عن قتادة قال: بخيلاً ممسكاً”.
(تفسير السعدي ، تفسير الطبري).

قال الله تعالى: (وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا)
( سورة الكهف ، الآية: 54 )

فالإنسان أكثر شيء مراء وخصومة، لا ينيب لحقّ، ولا ينزجر لموعظة”.

 

( تفسير ابن كثير )

وهذا “يعني أكثر ما عنده، ولكن من حيث الإيمان فالمؤمن لا يكون مجادلاً، بل يكون مستسلماً للحق ولا يجادل فيه، ولهذا قال عبد الله بن مسعود: “ما أوتي قوم الجدل إلَّا ضلوا” وتدبر حال الصحابة تجد أنهم مستسلمون غاية الاستسلام لما جاءت به الشريعة،

، ولا يجادلون ولا يقولون لم؟ ولما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “توضؤوا من لحوم الإبل ولا توضؤوا من لحوم الغنم” هل قال الصحابة “لِمَ”؟ بل قالوا سمعنا وأطعنا، ما جادلوا، وكذلك في بقية الأوامر، لكن الإنسان من حيث هو إنسان أكثر شيء عنده الجدل”.

 

( تفسير ابن العثيمين )

وهنا يقول الزجاج رحمه الله :
المراد بالإنسان: الكافر، واستدل على أن المراد الكافر بقوله تعالى: (ويجادل الذين كَفَرُواْ بالباطل)، والظاهر العموم وأن هذا النوع أكثر الأشياء التي يتأتى منها الجدال جدلاً، ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث عليّ: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة ليلاً، فقال: «ألا تصليان؟» فقلت: يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله إن شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إليّ شيئاً، ثم سمعته يضرب فخذه ويقول: (وَكَانَ الإنسان أَكْثَرَ شَىء جَدَلا)” انتهى كلامه. “.
(فتح القدير )

قال الله تعالى: (لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ)
( سورة فصلت ، الآية: 49 )

واعلم أن الإنسان ذو يأس من روح الله وفرجه، قنوط من رحمته، ومن أن يكشف ذلك الشرّ النازل به عنه”
( تفسير الطبري).

نعم هذه هي طبيعة الإنسان، من حيث هو هو
فهو سريع التقلب والأطوار وكذلك في عدم صبره وجلده، لا على الخير ولا على الشر، إلا من نقله الله من هذه الحال إلى حال الكمال، فهو لا يمل، من دعاء الله، في الغنى والمال والولد،

وغير ذلك من مطالب الدنيا، ولا يزال يعمل على ذلك، ولا يقتنع بقليل، ولا كثير منها، فلو حصل له من الدنيا، ما حصل، لم يزل طالبًا للزيادة، وإن مسه المكروه، كالمرض، والفقر، وأنواع البلايا فيئوس قنوط من رحمة الله تعالى، ويظن أن هذا البلاء هو القاضي عليه بالهلاك، ويتشوش من إتيان الأسباب، على غير ما يحب ويطلب”
( تفسير السعدي ).

 

اعلان

 

فيقع في ذهنه أنه لا يتهيأ له بعد هذا خير”
(تفسير ابن كثير).

نسأل الله أن لا يعلق قلوبنا إلا به.

اعلان

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى