أخبارالسياسة والمقالات

إدارة بايدن والخداع المزدوج علي مسرح الأحداث في غزة

 

 

بقلم : يوحنا عزمى 

 

اعلان

يلعب الرئيس الأمريكي بايدن مع إدارته كالعادة لعبة الخداع المزدوج بالتظاهر في اتصالاته مع من يتصل بهم من القادة والرؤساء العرب بأنه ليس مع نزوح الفلسطينيين من غزة وأنه 

مع بقائهم فيها ، وأنه مع زيادة حجم المساعدات الدولية الإنسانية التي تقدم لسكان القطاع .. هذا هو الوجه الإنساني الكاذب الذي يحاول ان يقدم به نفسه إليهم في الوقت الذي تنطق فيه مواقفه وسياساته وتصريحاته وافعاله وردود افعاله بالعكس تماما مما يزعمه او يتظاهر به.

 

اعلان

يعلن بايدن أنه مع عدم التهجير القسري لسكان غزة ، ومع تخفيف وطأة الهجوم الإسرائيلي المستمر علي المدنيين ، هذا في الوقت الذي يصرح فيه كبار المسئولين في إدارته وبلا مواربة بأن الإدارة الأمريكية لم تضع اي خطوط حمراء أمام إسرائيل بشأن ما تتخذه لنفسها من إجراءات في غزة بما فيها تحضيرها لاقتحامها واكتساحها وإعادة احتلالها بريا بأعداد هائلة من القوات والمعدات والتجهيزات ، وان القرار في النهاية يبقي قرارها لأنه يتعلق بمسئوليتها عن حماية أمنها المهدد من حماس.

 

وخلال الأسابيع الماضية ، وقفت إدارة بايدن مع إسرائيل بلا حدود بتحريكها لحاملات طائراتها ومدمراتها واسراب مقاتلاتها وبقوات العمليات الخاصة التي احضرتها إلي المنطقة لتكون الظهير الداعم بقوة لإسرائيل في مواجهة كافة السيناريوهات والاحتمالات واضعة في اعتبارها إمكانية تصاعد الحرب في غزة إلي حرب إقليمية واسعة قد تدخل إيران طرفا فيها .. ومنا كانت تحذيراتها المستمرة لإيران ولحزب الله في لبنان بالمخاطر الهائلة التي سوف يجلبها عليهم تدخلهم في الحرب الدائرة في غزة الآن لاجتثاث حماس والقضاء علي كل اثر لتواجدها هناك .. وهي بذلك توفر لإسرائيل الإطار المطلوب من الردع الفعال حتي تتفرغ لحربها علي جبهة غزة وحدها ، مرحليا علي الأقل والتي بعدها قد يندفع السيناريو العسكري الإسرائيلي في مسار آخر اوسع مدي مما يحدث الآن 

وهذا امر وارد ولا ينبغي استبعاده او تجاهله.

 

أرجع واقول أنه لو كانت الإدارة الأمريكية الحالية ، والمنحازة 

إلي جانب إسرائيل علي طول الخط ، مع قواعد القانون الدولي الإنساني ، ومع حماية المدنيين ممن لا ذنب لهم في الكثير مما 

جري ويجري لهم في أراضيهم من إبادة عنصرية وتدمير شامل وتخريب هائل لكافة مرافق حياتهم ، ولو ان هذه الإدارة الأمريكية الصهيونية بامتياز كانت صادقة في مزاعمها التي تحاول تسويقها لدول المنطقة حاليا بعد خراب مالطة كما يقولون ، أعني انها لو كانت فعلا قد وقفت منذ اليوم الأول لحرب إسرائيل علي غزة لتحدد لها ما يمكنها ان تقبله منها وما لن تقبله خاصا بقواعد إدارتها لحربها علي داعش في مدينة هي الأكثر اكتظاظا وتكدسا بالمدنيين من بين كل مدن العالم ، لما كان كل هذا الخراب والدمار الذي حول غزة إلي اشلاء ودماء وانقاض واطلال .. 

 

ولما كانت كل هذه الانتهكات الإسرائيلية الصارخة لكل القيم والاخلاقيات والمواثيق والقوانين والأعراف الدولية ومعايير 

الشرف الإنساني الذي تلتزم بها الدول وتراعيها في ظروف 

الحروب كما تؤكد عليه اتفاقيات جنيف وغيرها .. وخاصة 

فيما يتعلق بمعاملة المدنيين أثناء الحروب ، ولا يجب ان يغيب 

عن بالنا ان هذه ليست حربا تدور بين جيوش نظامية ، وانما بين جيش مسلح حتي اسنانه وبين شعب صغير لا يملك سلاحا يدافع به عن نفسه .. شعب يجري نهشه وافتراسه وإبادته حتي يختفي إلي الأبد.

 

هذه إدارة تكذب وتراوغ وتخادع وتضلل ، وعلينا ان نحذرهم 

ولا نصدقهم ونجاريهم او نردد ما يزعمونه وراءهم وكأننا نتشارك معهم فيه .. ودعوا الواقع الكارثي في غزة يتحدث عن نفسه .. المدينة العربية المسالمة الصغيرة التي تحتضر علي ايديهم وتنزف دماءها ، وآلة الحرب الإسرائيلية تحصد أرواح أطفالها ونسائها بالآلاف ، ومع ذلك لا يثير حرقة إدارة بايدن ويهز مشاعرها سوف بضعة اطفال إسرائيليين يزعمون للعالم ان حماس قتلتهم وفشلوا في إقامة الدليل علي صدق مزاعمهم ودعاويهم .. دعونا نعرف اصدقاءنا من اعداءنا ، وان كان يجب ألا نعفي انفسنا من اللوم 

فلو لم نكن كذلك من العجز وقلة الحيلة ، لما اخذوا راحتهم فينا 

إلي هذا الحد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى