ابو الهول آلة القيامة هل تحققت تلك النبوءة الفرعونية القديمة
15 مايو، 2022
34
كتب .وجدى نعمان
بعد تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات وصوره لأبو الهول نائم فى حين تداول البعض الآخر أخبار عن بردية فرعونيه قديمة تحمل نص ينذر بالهلال وكانت كالآتي :-
” اذا اغمض ابو هول عينه وتغيرت فصول السنة فهذا هو الهلاك الاعظم”
وجاءت كلمة خبراء الآثار الذين كذبوا نوم ابو الهول ونحن فى انتظار قولهم الفصل عن البردية وهل هى حقيقية …..
والآن نحدثكم عن بعض المعلومات حول ابو الهول الذى لقب بآلة القيامة وغيرها من الاسرار والمعلومات فهيا بنا نبدأ …
لم يرتبط أي مسعى بشري بالغموض أكثر من الأسد القديم الضخم ذي الرأس البشري، المستقر على هضبة صخرية غير بعيد عن أهرامات مصر العظيمة.
حتى عقود قريبة، كان أبو الهول لغزًا. لم يكن معروفًا على وجه اليقين من أسسه ومتى، وماذا يمثل؟ ولماذا اختير له هذا المكان تحديدًا؟ لماذا بجوار أهرامات الجيزة؟
وهذا ما تم كشف النقاب عنه تباعاً رغم أن هناك نقاطًا جدلية بين المؤرخين وعلماء الآثار، خصوصًا فيما يتعلق بأنفه المكسور…
حور إم أخيت
لا أحد يعرف اسمه الأصلي. أبو الهول ربما يكون “اسمًا مستعارًا” اختاره الأغريق القدماء عندما كان عمر التمثال قرونًا بالفعل. ومن المحتمل أن مصطلح “أبو الهول” دخل حيز الاستخدام بعد حوالي 2000 عام من بناء التمثال.
لكن أقدم اسم مصري معروف للتمثال كان “حور إم أخيت”، ومعناه “حورس في الأفق”. وحتى هذا الاسم، ليس معروفًا إن كان اسمه الأصلي، أم لقبا أطلق عليه لاحقًا.
نسب أبو الهول إلى بانيه الملك خفرع في عام ١٨٥٣
روتي.. أخيت:إعجاز الفلك
بعض النظريات تربط أبو الهول بـ “روتي”، وهو إله أسد مزدوج، كان يجلس عند مدخل العالم السفلي ويحرس الأفق حيث تشرق الشمس وتغرب، استنادًا إلى مخطط المعبد الذي وضع على محور شرق-غرب، ليخلص هربرت ريك، إلى أن المحور يرمز لحركات الشمس.
عالم الآثار مارك لينر يتحدث كذلك عن حدث فلكي دراماتيكي أثناء غروب الشمس في اعتدال مارس أو سبتمبر، حين تغرق الشمس تغرق في كتف أبو الهول، ليصبح ظل أبو الهول وظل هرم خفرغ، وكلاهما رمز للملك، صورة ظلية مدمجة.
يضيف الأثري المصري زاهي حواس، أن أبو الهول يمثل خفرع على أنه حورس “الذي يقدم القرابين بكفيه لأبيه، خوفو، المتجسد في صورة إله الشمس، رع.
اكتشف لينر كذلك أنه عندما يقف بالقرب من أبو الهول أثناء الانقلاب الصيفي، يبدو أن الشمس تغرب في منتصف الطريق بين الصور الظلية لأهرامات خفرع وخوفو. ليشبه المشهد بـ “Ꜣḫt” (أخيت) الهيروغليفية ، والذي يمكن ترجمته على أنه “أفق” ولكنه يرمز أيضًا إلى دورة الحياة والبعث.
حامي النظام الطبيعي العالمي
يصف لينر المجمع وكأنه محرك كوني، يهدف إلى تسخير قوة الشمس والآلهة الأخرى لإحياء روح الملك، بما لا يضمن التحول إلى الحياة الأبدية للحاكم الميت، بل يحافظ أيضًا على النظام الطبيعي العالمي، بما في ذلك مرور الفصول والفيضان السنوي للنيل والحياة اليومية للناس.
وفي هذه الدورة المقدسة من الموت والإحياء، قد يكون أبو الهول قد بني للعديد من الأشياء: كصورة لخفرع الملك الميت، كإله الشمس المتجسد في الحاكم الحي، والوصي على العالم السفلي.
آلة القيامة
لكن يبدو أن رؤية خفرع لم تتحقق بالكامل. هناك علامات على أن أبو الهول لم يكتمل.
في عام 1978، عثر الأثريون على ثلاث كتل حجرية مهجورة، بينما كان العمال يجرونها لبناء معبد أبو الهول، بجانب اكتشافات أخرى يرجح لينر من خلالها أن مجمع المعبد وأبو الهول الهائل كان يفترض أن يكون آلة قيامة الملك، التي لم يقم أحد بتشغيل مفتاحها.
التمثال الملون
هناك أدلة على شكل وجه أبو الهول في أوج نشأته. وجدت الحفريات الأثرية في أوائل القرن التاسع عشر قطعًا من لحيتها الحجرية المنحوتة وشعار الكوبرا الملكي من غطاء الرأس. لا تزال بقايا الصبغة الحمراء مرئية على الوجه، مما دفع الباحثين إلى استنتاج أنه في مرحلة ما، جرى طلاء وجه أبو الهول بالكامل باللون الأحمر.
بينما تشير آثار الطلاء الأزرق والأصفر في مكان آخر إلى أن تمثال أبو الهول كان مزينًا بألوان مبهرجة. لكننا لا نستطيع الجزم إن كان هذا من أصل البناء، أم تخريبًا تعرض له التمثال في مرحلة لاحقة.
أسطورة تحتمس: بداية التعرية؟!
تكشف أسطورة تنصيب تحتمس الرابع ملكًا على مصر، أن رمال الصحراء زحفت على أبو الهول لسبع قرون، قبل أن يتدخل تحتمس لحماية التمثال.
وبغض النظر عن أسطورية قصة تحتمس، فإنها تشير إلى أن تأثير المناخ على أبو الهول بدأ منذ القرون القليلة الأولى بعد بنائه؛ إذ تمتص الصخور المسامية الرطوبة، مما يؤدي إلى تدهور الحجر الجيري.
وبحسب دراسات لينر، تعرض تمثال أبو الهول لأنماط التعرية، إذ أدت فترات الرطوبة المتقطعة إلى إذابة رواسب الملح في الحجر الجيري، والتي تبلورت على السطح، مما تسبب في انهيار الحجر الأكثر ليونة
أنف أبو الهول:أسطورة نابليون
هل تنطبق نظرية التعرية الطبيعية، التي تبدو راجحة، على أنف أبو الهول، الذي يبلغ عرضها مترًا، تحديدًا؟! لا نعرف بدقة. لكن الأساطير الشعبية تميل لتفسيرات أخرى، أكثرها شيوعًا تدميره بقذائف مدفعية جيش نابليون بونابرت، خلال الحملة الفرنسية 1798.
ومع ذلك، فإن رسمًا لأبو الهول في منتصف القرن الثامن عشر من قائد البحرية الدنماركية والمستكشف فريدريك لويس نوردن يصور التمثال بدون أنف، في فترة سبقت زحف جيش نابليون إلى الجيزة، بما يدحض الحكاية الشعبية.
أسطوة صائم الدهر وانتقام التمثال
رواية أخرى ساقها المقريزي في القرن الخامس عشر، تنسب كسر الأنف، إلى الصوفي محمد صائم الدهر، عام 1378، حين وجد الفلاحين يقدمون قرابين لأبي الهول، فقاد محاولة تشويهه باعتباره عملًا من “الأصنام”. مضيفًا أن السكان المحليين اعتقدوا أن زيادة الرمال التي تغطي هضبة الجيزة كانت انتقامًا سماويًا للتشويه. كما اعتقد البعض لاحقًا أن الحملة الصليبية 1365 كانت عقابًا على كسر الأنف.
لكن الأثري المصري محمود حجاج، يقول إن أول تسجيل متاح لتحطيم أنف أبو الهول أقدم من المقريزي وصائم الدهر بـ 500 سنة، إذ كتب الرحالة المقدسي، أن “ثمة صنم كان الشيطان يدخله ويكلمه حتى كسر أنفه”، مضيفًا أن المقدسي أقرب لمعاصرة حادث التحطيم، بينما اعتمد المقريزي على سرد السابقين.
أكبر مريض في العالم
لآلاف السنين التالية، دفنت الرمال أبو الهول حتى أكتافه، مع محاولة فاشلة لتحرير التمثال في 1817، قبل أن تنجح الحكومة المصرية في إكمال المهمة في أواخر الثلاثينيات.
نيويورك تايمز: غلقت على إتمام المهمة: “أبو الهول ظهر في المشهد الطبيعي من ظلال ما بدا أنه نسيان لا يمكن اختراقه”.
اليوم، لا يزال أبو الهول معرضًا للتآكل، إذ اكتشفت السلطات المصرية قبل سنوات قليلة أن منسوب المياه الجوفية ارتفع ليصل إلى 15 قدمًا تحت التمثال. ليبدأ سحب الرطوبة في جسم أبو الهول، بعدما بدلأت رقائق كبيرة من الحجر الجيري تقشر التمثال.
زاهي حواس يصف المشهد قائلًا: “أبو الهول هو أكبر مريض في العالم. علينا أن نكرس حياتنا لرعاية تمثال أبو الهول في كل وقت”.