ابو لقب /بقلم هنا نبيل
حمى الألقاب التي انتشرعدواها بمسميات كثيرة دخلت في اللامعقول.. وكل من يريد لقبا بإمكانه أن يحصل
عليه، ولا ينتظر أن يسأله أحد متى ذلك وكيف ولماذا ؟.. وإنما يحرص على تثبيت ذلك في محيطه الأقرب.
ظاهرة الألقاب باتت من غير ضابط ولا رابط فوضي عمت الشارع المصري من زمن طويل وهي ليست
سوى جزء من الفوضى التي أصبحت تحكم حياتنا والعشوائية في كل شئ فكل من يريد لقب يحصل عليه ولا ينتظران يسأله احد متي وكيف ولماذا؟ ولأن المصريين يحبون الألقاب جداً ولا يستطيعون أبداً الاستغناء عنها
ومناداة بعضهم البعض بأسمائهم كبقية شعوب الأرض، فقد اخترعوا ألقاباً جديدة تسمعها منهم في كل مكان،
في الشارع وأماكن العمل ووسائل المواصلات يانجم، ويا مدير ويادكتور ويا مولانا …الخ وفي الغالب لا احد
ممن يطلق عليهم هذه الألقاب يستحق اللقب أو ينطبق عليه، فلا النجم في الحقيقة نجم أومشهور، ولا الدكتور
دكتور ففي ثقافتنا العربية المتخلفة تحولت الدكتوراه من درجة علمية إلى مقام أو منصب اجتماعي. والإصرار
عليه قد يدل على فقدان الثقة بالنفس مثلما قد يدل على التعالي أو الغرور أحيانا. ولا مولانا شيخ أزهري أو
غير أزهري، أو الحاج حج من الأساس، وعلى كل من يرتدي جلابية يا عمدة، وعلى أي بائع يا معلم، وعلى
أي حد في الدنيا يا ريس ، رغم أن كلمة ريس كانت تطلق منذ زمن على”المركبي” أو صاحب المركب .. لكنه
الهوس بالألقاب. اغلب هؤلاء يعانون من عقد النقص فالألقاب ألغيت من وقت طويل مع انطلاق الثورات
العربية الحديثة قبل 60 عاما، ولا مكان للتبجح بالألقاب في عالم اليوم. ولن يبحث ويحرص على ذكر اللقب
قبل إسمه إلا من بذاته نقص وفقدان للهوية والدور الذي يقدمه وأينما ندير عيوننا نجدهم لأنهم يتواجدون في كل
المجالات وفي جميع الاحتفاليات وتصل بهؤلاء الوقاحة فينفشون ريشهم ويجلسون في الصفوف الأمامية
وكأنهم اكتشفوا الزرنيخ .!! ولكن حقيقتهم أصفارا على الشمال لو قارناهم مع القامات الحقيقيه الذين يجلسون
غالبا في الصفوف المتناثرة والأخيرة ، لان المبدع الواقعي يدل على ذاته بذاته ، والأخر الفارغ هو بمثابة طبل
يعلو صوته عمال علي بطال وهو في الحقيقه خال وأجوف . والسؤال الأخير .. متى تستقر بنا الأمور كي
نفضح ونعري ونكشف زيف النكرات والطحالب والزعانف والأدعياء والقرود؟ ومتى يأخذ كل ذي حق حقه ؟
والله وحده يعلم كم عندنا من هذه النماذج التي اشتهرت ببطولات وهمية ونالت ألقاب كارتونية مضحكه.