المقالات والسياسه والادب
الإعلام السياسي سلاح دمار شامل

بقلم مستشار محمود السنكري
برزت في الساحات المحلية والعربية والدولية صحف ومجلات تعكس قناعات الاحزاب، واشتهرت هذه المجلات بالطرح السياسي المتمثل في سلسلة من المقالات والتحليلات التي لا تخلو من التوجيه للرأي العام، كما تفعل هذه المجلات في تناولها قضايا ساخنة في المجتمع كحقوق المرأة وعدم الاختلاط بالجامعة اوالاستعانة بالشركات الأجنبية لاكتشاف حقول الشمال وغيرها من الموضوعات التي تثير جدلا سياسيا أو اقتصاديا أو فكريا
وظهرت شبكات الإنترنت مؤخرا في احتضان الطروحات والبيانات السياسية حتى غدت ميدانا رحبا وثريا للجماعات والأحزاب والتكتلات السياسية وموقعا صاخبا في الحوار والتهديد والتنديد وكشف الاسرار والفضائح، وذلك في منطقة بعيدة عن رقابة الحكومات،
ويجد المرء نفسه في حيرة وهو يقف وسط غابة مليئة بالمحطات الفضائية والاذاعات والصحف والمجلات ووكالات الانباء ليرى سيلا من الاستعراضات السياسية لكل الاتجاهات الاسلامية والليبرالية والثورية. وتسعى الدول من جهتها لبسط نفوذها على وسائل الاعلام الفعالة لتبني وجهة نظرها والدفاع عن مواقفها ايمانا منها بأهمية هذا السلاح الفتاك
وفي اشارة لخطورة الإعلام الذي أزاح أنظمة وأسقط رؤساء الحكومات كما فعلت فضيحة ‘الووتر غيت’ التي فجرتها مجلة واشنطن بوست وادت لاستقالة الرئيس الاميركي ريتشارد نيكسون آنذاك وتجلت خطورة الاعلام المرئي في فضيحة سجن ‘أبو غريب’ في العراق والتي مازالت آثارها تتصاعد يوما بعد يوم وايضا الشاه الذي اسقطته ثورة ‘الكاسيت
من هنا تعمل الحكومات جاهدة وبدرجات متفاوتة على تحييد وسائل الإعلام أو توجيهها لإخفاء أخبار وإظهار أخرى او تكوين المواد الصحفية وفق رؤى ومواقف الدولة المانحة للمساعدة والهبات.
والإعلام العربي والغربي ليس بمنأى عن التأثر والتأثير السياسي، وهو سلعة قابلة للتداول والمثول لمن يدفع اكثر، واللافت للنظر أن صحف ومجلات بعض الدول تعاني من قيود وسدود في الدخل بينما الصحف التابعة للدولة ذاتها تسرح وتمرح في الخارج وتجاري الصحف العالمية في مساحة الحرية الأمر الذي يؤكد قناعة الدول بامتلاك أسلحة دمار إعلامي شامل ورسم سياسات خاصة لهذا الاعلام في الاستخفاف أحيانا بعقل المشاهد والمراهنة على ضحالة معلوماته السياسية والقدرة على التحكم فيه عن بعد بلقطة هنا وكلمة هناك وقديما قيل أن أول ضحية بالحرب هي ‘الحقيقة’ ويبدو ان الاعلام السياسي هو صاحب هذه النظرية
