أخبارالسياسة والمقالات

“البــــقاء ليـــس دائمــــــاً للأفضـــــــــل”

د/ أحمــــــد مقلـــــــــــــد

الإنتخاب الطبيعي في الحياة يرتبط بفكرة الموت، لذا فإن أسباب البقاء ترتبط ببعض القدرات التي تميز من يملك القدرة على البقاء حيث أن قدرة الطبيعة على الانتقاء الطبيعي للصفات البشرية مثل (الطول والقصر والنحافة والسمنة).

ولكن الانتخاب الصناعي أو الموت اللاعشوائي، والذي يتم وفق مجريات التطور التكنولوجي في عالم الوراثة والجينات وإرتباطها بالتكنولوجيا في عزل وإضافة مسببات الأمراض.

مما ينتج خلال الأجيال المتعاقبة لتلك التجارب الخاصة بالتطوير الجيني والتي تتسبب في حدوث طفرات جينية، وقد يرتبط ذلك بتوقيتات زمنية وتوقعات للحدوث وفق معادلات حسابية وتجارب معملية ودائماً تحدث أشياء غير متوقعة.

 

اعلان

ومن ضمن تلك المؤشرات ما تناقلته الألسنة حول حدوث تجارب علي الخفافيش في معمل سري لتطوير الأسلحة بإحدى دول العالم وفي إحدي الليالي هرب أحد تلك الخفافيش التي يتم التجربة عليها والتي تحمل الإصابة بالفيروس القاتل “COVID-19″، ونظراً لكون العادة تجعل البعض من أهل تلك المنطقة يستهويه أكل تلك المخلوقات فقد جمعه الحظ السيئ بمصدر الخطر ووسيلة الموت فقد تغذي علي هذا الخفاش القاتل.

 

وهنا حدث تحور جيني للفيروس لينتقل من الحيوان الي الإنسان حيث أن هذا الفيروس كان يتناقل بين الحيوانات فقط ولكن مع التحور أصبح ينتقل من الإنسان للإنسان، ولا يفوتك العجب فقد نتج عن مخالطة حيوانات سليمة لأشخاص مصابة بالعدوي أيضاً .

اعلان

 

فقد قال خبراء في صحة الحيوان في مدينة “هونغ كونغ”، أن كلباً يخضع للحجر الصحي، يملكه شخص مصاب بفيروس كورونا، وقد يكون هو أول حالة لإنتقال المرض من البشر إلى الحيوان، لكنهم أوضحوا أن الأمر لا يزال قيد البحث، ولكن حتى الأن لم تثبت إصابة القطط لتلك الفيروسات، وهذا ما أكده (البروفيسور الالماني هندريك شتريك عالم الفيروسات والمتخصص في دراسة فيروس كورونا في مقابلة مع قناة ز د اف الالمانية).

 

ولنعلم أن التطور التراكمي للطفرات الجينية العشوائية (مثل تغيير لون العين) في تتابعها الغير عشوائي (يتم تنفيذه وفق ضوابط مقننة معملياً) تجعل من النتائج شيء ممكن توقعه ويتضح ذلك من خلال التناسخ ويتم ذلك من خلال ماكينات دقيقة وحديثة ووفق برامج مقننة ويرتبط ذلك بنقل التعديلات الجينية وفق نظم معينة ومن خلال البروتين الناسخ لتلك الخلايا والجينات.

 

كما نعلم جميعاً أن الحياة في بنائها تتعامل على الإنتخاب التراكمي حيث أن الحياة منذ بدايتها فإنها تتقدم من نقطة إلى أخري خلال تطور الكائنات الحية بها، وفكرة نشأة الحياة على الكواكب الأخرى تتيح لنا التفكير في عدد الكواكب المتاحة في الكون مقسوماً علي مدي إحتمال وجود الحياة عليها والتي إذا بدأت في التطور الذكي وتحقيق التطوير في النمو.

 

وقد تحدث طفرات هائلة في تطور الحياة والذكاء، ويرتبط ذلك بما تنتجه شركات الإنتاج السينمائي العالمية من أفلام خيال علمي تتحدث عن وجود فكرة نشأة الحياة على تلك الكواكب المحيطة بكوب الأرض وتخيل اشكال من التطور التكنولوجي وفي تجارب عن سطح القمر وبعض الكواكب تم تأكيد وجود مظاهر للحياة بسبب وجود أثار للماء ولكن هل من خلال تلك الإرهاصات والتخيلات تكون هناك فرص لوجود حياة أخري ربما تكون متطورة عنا أو أقل تطوراً، وكذلك ما يتناقله الكثيرين من المقتنعين بزيارة الأطباق الطائرة لعالمنا للدراسة وعمل تواصل مع بعض الأشخاص ولا نؤيد ولا نرفض لتلك الأفكار ولكننا نعرضها للتوضيح.

 

ويمكن تقييم فرص وجود حياة من خلال نظرية كيرنز – سميث والتي تقرر أن إحتمالية وجود حياة من عدمه على الكواكب الأخرى لابد أن يسير من خلال أرقام دقيقة وليس بطريقة عشوائية ومن خلال تحديد ” رقم النظام الشمسي، والرقم المجري، والرقم الكوني ” وتحديد الرقم الأقرب ملائمة حتى يتضح من خلاله المقولات الثلاثة التالية: –

• الحياة قد نشأت في كوكب واحد فقط في الكون وهذا الكوكب هو “الأرض”.
• الحياة قد نشأت فيما يقرب من كوكب واحد في كل مجرة ” وفي مجرتنا تكون الأرض هي الكوكب المحظوظ”.
• نشأة الحياة هي حدث له القدر الكافي من الإحتمال بحيث ينزع لأن ينشأ من مرة في كل نظام شمسي ” وفي نظامنا الشمسي تكون الأرض هي الكوكب المحظوظ”.

 

ولقد شاع لنا أن نستمع للمقولة المشهورة بأن أصل الأنسان قرد مما جعل الكثيرين منا يرفضون ذلك الفكر وتلك النظرية معتقدين أن الإنتقاء الطبيعي سيؤدي إلي إنتاج كائن ذي تركيبة جينية مثلي وقد أستخدم “دارون” عبارة “survival of the fittest” أي أن البقاء للأكثر تكيفاً وقد تم ترجمتها للعربية خطأ تحت مقولة “البقاء للأفضل”.

 

 

 

 

وقد جاء داروين (1809-1882) بعد رحلته الشهيرة على متن سفينة الأبحاث (بيغل) إلى أرخبيل غلاباكوس، بنظرية تفسر التنوع الأحيائي، وقد تم التعديل على تلك النظرية وكان من بين تلك المحاولات للتعديل محاولة رونالد فيشر (1890-1962) بتقديمه للداروينية الجديدة القائمة على نظرية مندل للوراثة.

 

حيث أن نظرية داروين تقول إن الصفات المكتسبة لا تورث إنما تعمل الظروف البيئية على إبعاد كل من ليس مؤهل للبقاء والبقاء سيكون للأكثر تكيفاً (ما يُعرف بالانتخاب الطبيعي) ومثال على ذلك أن ابن العامل صاحب البنية الجسدية القوية ليس من المفترض به وراثة بنية أبيه القوية لكن إن لم يرثها سينتهي به الأمر ميتاً من الجوع ويكون البقاء لأخوته ذوي البنية القوية فقط.

 

 

ومن هذا المنطلق القائم على الإنتقاء والإنتخاب نجد أن هذا الفكر النظري قد تجاوز النظرية ليصل لمرحلة التنفيذ ففي تجربتنا الحالية في مواجهة الفيروس القاتل “COVID 19″ كانت هناك دعاوي لتجربة العلاج المقترح على دول افريقيا حيث أنه قد تم عرض مقترح في اللقاء التلفزيوني، خلال مقابلة على قناة تلفزيون «إل سي إي» الفرنسية مع ” كاميل لوشت ” مدير الأبحاث في معهد الصحة الوطني الفرنسي. مع الطبيب ” جان بول ميرا” رئيس وحدة العناية المركزة في مستشفى «كوشين» في باريس وتناول النقاش ” حول لقاح يتم تجربته في العديد من البلدان الأوروبية وأستراليا لعلاج «كوفيد – 19»، الناجم عن فيروس «كورونا» المستجد، وتساءل ميرا قائلاً «لو استطعت أن أكون مستفزاً، ألا يجب علينا إجراء هذه الدراسة في أفريقيا حيث لا توجد أقنعة أو علاج أو رعاية مكثفة بشكل ما بالطريقة التي أجريت بها بعض الدراسات المتعلقة بالإيدز …؟»، حسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء، وقال: « نجرب اللقاح لأننا نعلم أنهم معرضون بشدة للخطر ولا يحمون أنفسهم ».

 

وفي نهاية مقالي أعتقد أن نظرية داروين كانت فكرة عنصرية حيث أن من تتوفر لديه القدرات والإمكانات التي تجعله يتطور ويتكيف مع واقعه المحيط ليضمن بقائه، ومن لم يحصل على القدرة على التغيير المناسب في الوقت المناسب لتحقيق التكييف.

 

فسوف يفقد حياته ويتضح ذلك من خلال المنافسة القوية بين دول الاقتصاديات الكبرى في توفير قوة الردع والأسلحة الحديثة. فمن سيتخلف عن حيازتها فسوف يفقد فرصة البقاء.

 

لذا ستظل فكرة التسارع المستمر في التباري بين معامل الأبحاث لتطوير الأسلحة وتجربتها خلال الحروب المصطنعة وبدافع حماية الأقليات وحفظ الأمن، و في هذا السياق المتصل قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للصحفيين، إن بلاده تقوم في الوقت الراهن، “بتصميم أسلحة حديثة جدا، لا يمكن لأحد أن يتخيلها”، ومن بينها “غواصات مذهلة جدا”.

 

ومن بين تلك الأسلحة السابقة لحديث الرئيس الأمريكي بفترة طويلة قد تعود لعام 2012م ما تناولته شبكة الإعلام العربية “محيط” أن عالماً مصرياً لم يتجاوز سن “40” يدعى “مصطفى حلمي” يعمل بإحدى المختبرات الأمريكية . وقد توصل إلى التحكم في الطقس في أي بلد بالعالم، وأفادت الشبكة بأن العالم المصري توصل إلى تطوير الظواهر الطبيعية كالبرق والرعد والزلازل والأمطار والأعاصير والفيضانات والجفاف في أي بقعة من العالم. 

 

ويعد غاز الكيمتريل أحدث أسلحة الدمار الشامل ويستخدم لإستحداث الظواهر الطبيعية وإحداث الأضرار البشعة بالدول والأماكن “الغير مرغوب فيها”، وهذا السلاح عبارة عن مركبات كيماوية يمكن نشرها على ارتفاعات جوية محددة لاستحداث ظواهر جوية معينة. ويؤدي إطلاق إحدى الطائرات غاز “الكيمتريل” في الهواء الى تغيرات في مسارات الرياح المعتادة وتغيرات أخرى غير مألوفة في الطقس تنتج عنها صواعق وبرق ورعد وجفاف دون سقوط أي أمطار، ورغم أن تداعيات إستخدامه كارثية، إلا أن الكيمتريل يمكن استخدامه في المجالات السلمية النفعية حيث أن له دور فعال في التقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري.

 

كما أنه مفيد جداً في ظاهرة “الاستمطار” في المناطق القاحلة، وعرفت أمريكا “الكيمتريل ” مع إنهيار الاتحاد السوفيتي وهجرة الباحث الصربي “نيقولا تيسلا” والعلماء الروس إلي أمريكا وأوروبا وإسرائيل‏. وتطورت أبحاث الكيمتريل على يد واشنطن وتوصلت إلى قواعد علمية وتطبيقات تؤدي إلى الدمار الشامل.

ومن كل ما سبق وفي دعوة للحياة أقول إننا بشر ونعيش في عالم متسارع الخطي نحو فقد الإنسانية التي خلقنا الله عليها. لنصل لمرحلة من اللاإنسانية نتيجة صراعات الدول وإختلاف توازن القوي خاصة دول الاقتصاديات الكبرى وذلك لكوننا أصبحنا نؤمن بالبرجماتية في مقابل تخلينا عن مشاعرنا وأحاسيسنا وتعاطفنا نحن البشر علي اختلاف الاجناس والعرقيات وتباعد البلدان، وقد أراد الله أن يحقق وحدتنا من خلال قاعدة حاكمة بأنه الخالق والقادر علي أن يدبر الأمر ليحقق التوازن في كل شيء فهو العدل وهو سبحانه وتعالي المتحكم في كل أمور حياتنا والميسرة بفضل تقديره وتدبيره وتيسيره ومن خلال اختياراتنا من خلال رؤيتنا وبحرية كاملة في الإختيار مع تحمل النتائج لهذا الفعل، لذا فمهما حاول البشر خلق فيروسات أو صناعة أسلحة تخلق الدمار فان الله منتقم وهذا مثبت بالسنة الشريفة والقرآن الكريم علي هذا النحو.

 

قال ابن أبي حاتم : ذكر علي بن الحسين ، حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان ، عن أبي زكريا الكوفي عن رجل حدثه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إياك ومكر السيئ ، فإنه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ] ، وقد قال محمد بن كعب القرظي : ثلاث من فعلهن لم ينج حتى ينزل به من مكر أو بغي أو نكث ، وتصديقها في كتاب الله : ” ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ” (فاطر 43). لذا أرجوا أن نعيد رؤيتنا وتوجيه بصلتنا نحو البناء وتحقيق أحلام البشر للحياة السعيدة بعيداً عن الدمار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى