أخبارالسياسة والمقالات

التجارة مع الله

“بقلم هبةالهادي”
جعل الله لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح، ومن أعظم هذه المواسم وأجلها الأشهر الحرم.. وقد فضل الله الأشهر الحرم علي باقي أشهر السنة،و هي:
محرم، ورجب، وذو القعدة، وذو الحجة..
يقول الله تعالى:
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ}.
ولكل شهر من الشهور معني:
1- ذو القعدة
سمي هذا الشهر بهذا الاسم، لأن العرب اشتهرت بالقعود عن القتال فيه أو الترحال،
2- ذو الحجة
سمي هذا الشهر بذي الحجة لأن العرب عرفوا الحج فيه، وهو الشهر الثاني عشر من السنة القمرية، والشهر الثاني من الأشهر الحرم.
3- محرم
سمي بهذا الاسم، لأن العرب قبل الإسلام حرموا القتال فيه، وهو الشهر الأول من السنة الهجرية.
4- رجب
معنى رجب أي الشيء المعظم، وسمي الأصم لأنه لايسمع صوت السلاح فيه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الذي بين جمادى وشعبان”.
ولابد للإنسان أن يعظم الأشهر الحرم بالطاعات والعبادات وأن يبتعد عن المعاصي لأن الذنب يعظم فيها أكثر من غيرها في هذه الشهور..
و يستحب في هذه الأيام المباركة الصلاة والإكثار من النوافل لأنها من أفضل القربات إلى الله، والصيام لدخوله في الأعمال الصالحة وخاصة صيام يوم عرفة.
“كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر”.
أن من أفضل العبادات في هذا الشهر الحج الذي يمحو الذنوب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه”.
فكان أن جعل الله تعالى الحرمة والمضاعفة خاصة بأربعة أشهر فقط، ليستطيع المسلم شدَّ إزاره والاجتهاد فيها أكثر ما يستطيع، وهكذا إذا اتقى اللهَ تعالى وجاهد نفسه؛ وَجَد نفسه في سائر الشهور متقيًا محترسا متيقظًا، قد صارت العبادة له ذلك عادة.
فقد حرم الله ظلم النفس فيها فلا تظلموا فيهن أنفسكم..
فلتكن تجارة مع الله في الطاعات. اجعلها مدرسة لك تتعود فيها حبس نفسك عمَّا لا يرضيها الله تعالى من الأقوال والأفعال، وحتى الخواطر، وصَبْر نفسك على فعل الصالحات ومصاحبة الصالحين، الذين يدعون ربه..

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى