بقلم : محمد فتحى شعبان
* إذا نجح الأولون في تسيد عصرهم و فشلنا نحن مع أهل زماننا فالذم هو نصيبنا و سلفنا بريئون من ذلك ، العيب فينا وليس في المنهج فهم سادوا وقادوا الأمم بنفس المنهج الموجود بين أيدينا ونحن تركنا المنهج فتزيلنا الأمم .
* هل يحتاج الإسلام قراءة عصرية ؟؟؟
* هل يحتاج الإسلام إلي تطور ؟؟؟؟
* ذلك الدين القيم …
* عن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ( إن الله تعالي يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) رواه أبو داوود بسند صحيح
* حقائق مهمة قبل الحديث في التجديد :
١- الدين في ذاته لا يبلي علي مر الزمان ولا يخلق بتقادم العهود ، ولا يزداد مع الزمان إلا جلاء ، لوفائه في ذاته بكل حاجات البشر في كل زمان ، وإنما يضيعه أصحابه
٢- أنه لا يجوز أن يعتقد المسلم أن ثمة تعارضا قط بين النهضة والتجديد الراشدين الحقيقيين ، وبين الاحتفاظ بجذورنا الإسلامية الراسخة ، والقبض علي الأصول الإلهية العظيمة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها .
* التجديد : كما يقول دكتور سيف الدين عبدالفتاح :
من أصل الفعل ” تجدد” أي صار جديدا و ” جدده” أي صيره جديدا وكذلك أجده و استجده وكذلك سمى كل شىء لم تأت عليه الأيام جديدا .
والتجديد في الأصل معناه اللغوى يبعث في الذهن تصورا تجتمع فيه ثلاث معان متصلة :
١- أن الشىء المجدد قد كان في أول الأمر موجودا و قائما و للناس به عهد .
٢- أن هذا الشىء أتت عليه الأيام فأصابه البلي وصار قديما
٣- أن ذلك الشىء قد أعيد إلي مثل الحالة التي كان عليها قبل أن يبلي ويخلق .
* الخطاب : هو كل ما يصلنا من أفكار أو تصورات بكل أشكال التعبير اللغوى مسموعا أو مكتوبا وبكل وسائل التوصيل التقليدية أو المستحدثة سواء كنا نتلقاها جماعة أو فرادي( وهو هكذا لا يعني الخطابة فقط ) .
* تجديد الدين : هو في حقيقته تجديد واحياء وإصلاح لعلاقة المسلمين بالدين ، والتفاعل مع أصوله والإهتداء بهديه ، لتحقيق العمارة الحضارية وتجديد حال المسلمين ، ولا يعني إطلاقا تبديلا في الدين أو الشرع ذاته .
* تجديد الفكر الإسلامي : يعنى العودة إلي الأصول وإحياءها في حياة الإنسان المسلم بما يمكن من إحياء ما اندرس و تقويم ما انحرف ، ومواجهة الحوادث والوقائع المتجددة من خلال فهمها وإعادة قراءتها تمثلا للأمر الإلهي المستمر بالقراءة ( أقرأ باسم ربك الذي خلق )
* التجديد كما يقول الشيخ عبدالله اليوسف :
التجديد الديني نقصد به التجديد في الفكر الديني وليس في الدين نفسه ، أو هو إعادة نظر وتأمل فيما أنتجه العلماء من فكر ديني طوال التاريخ ، ومن ثم فهو حركة داخل الدليل وليس خارجه وهو إعادة تأصيل للمسلمات بأفق أوسع ونظرة أكثر عمقا ، وأكثر شمولية .
* التجديد ايضا يعني : عملية فكرية دائمة ومستجدة ، وهو استمرار متطور للتاريخ وليس جمودا عنده ، وإبداع مستمد من الأصالة وليس استغراقا في الماضي ، وبهذه الرؤية يتضح مفهوم التجديد الدينى .
* ليس معني التجديد الدينى أن يكون حركة علمية وفكرية تستمد شرعيتها من الفهم البشري بعيدا عن النصوص ولو ادي ذلك إلي مخالفتها القطعية أو الخروج عليها ، أو تأويلها بما لا يناسب مفهومها أو قراءة النصوص الدينية بعيدا عن دلالات الألفاظ ، والظهور اللفظي مما يعطي فهما مغايرا لمفاهيم النصوص و منطوقها .
* والتجديد في اللغة له معنيان :
الأول : الجديد ما لا عهد لك به
الثاني : الجدة نقيض البلي ، يقال شىء جديد
والمعني الثاني هو الذي اشتق منه تجديد الدين بمفهومه الصحيح ، أما الأول فلا يصح في شأن الدين المنزل وهو عين البدعة في الدين .
وقد فسر السلف التجديد في غالب أقوالهم بإحياء ما اندرس من العمل بالكتاب والسنة والأمر بمقتضاهما ، وإماتة البدع وتجريد الدين منها ، فالتجديد عندهم لا يعني إضافة إلي دين الله أو إلغاء ، وإنما يعني تطهير الدين الإلهي من الغبار الذي يتراكم عليه ، وتقديمه كاملا في صورته الأصلية النقية الناصعة ، لا منتقصا ولا مزيدا ولا مبدلا.
وللحديث بقية بإذن الله
تابعنا على