المقالات والسياسه والادب

التجريدُ خطاً ولوناً بعضٌ من وسائل إبداعاتِ

محمد اكرم جمعه

تتنوع الإعاقات وفي تنوعها يتبين لنا مدي تأثيرها و تقبل الإعاقة من ناحية ؛ ومعايشتها مهما كان حجمها أو إعاقتِها بصورة من الصور بعض الإنشطة الحياتية اليومية مُتمثلة في ظواهرٍعدة منها بل واهمها وأد الآمال والطموحات و الطاقاتِ الإيجابية ، وإستبدالِها بطاقاتٍ سلبية تهمش دور المُعاق في الحياة حتي يكادُ ان يشعر أنه عالةً و لا تأثير لهُ يُرضيهِ هو شخصياً أو يُرضي من حولهُ ؛ لكن بِتقدم العلمِ وروافدهِ من مبتكراتٍ التكنولوجية من ناحية والتطبيقات العملية الفعالة والملموس أثرها و قعياً ؛ لإستعادة هذا المُعاق إلي ساحة العمل بل والإنتاج الذي يصلُ لحد الإبداع ، وقد تكون النماذج المعروفة والمشهورة عربيا او عالمياً كا أبا العلاء المعري & وطه حسين علي سبيل المثال من المشاهير المعروفين علي مستوي العامة ، فكانت إبدعاتهما قيمة مُضافة للتاريخ البشري والحضاري من ناحية ، وبنفسِ القدرِ أصبحا وغيرهما كقدوة للغير .
فلم يعد الأعمي أعمي ولا الكسيحُ كسيحاً ، و ولا الأصمُ أصماً ، ولا الأبكم أبكما ، وهكذا .
يبدأ هذا من خلال تحفيز الطاقة التي بداخل كل إنسان ، والتي تولد الرغبة في الطموحِ والإعداد لهُ دراسةً أو تجريباً أو كلاهما معاً ، ومن ثم يأتي إبداعٌ تنحني له القاماتٍ ، وايضا التاريخ .
مُبدعُنا / محمد اكرم جمعه
إعاقتهِ نتجت من ولادة خاطئة نتج عنها ايضاً وفاة والدته التي كانت طبيبة متفوقة في مقتبل عمرها، وإعاقتهُ هي الشلل التام لأطرافه الأربعة بالإضافة إلى عدم قدرتِه علي الكلام
الفنان / محمد اكرم لم يتلق أي تعليم ؛ وعلم نفسهِ بنفسهِ عن طريق الألعاب التربوية والكمبيوتر واستخدم أنفهِ لِيعبرَ به بديلاً عن كل جوارحهِ وكل جسده فيما يكتبه وكل ما يرسمه ، و استطاع بالتدريج أن يرسم لوحاتٍ نشاهد بعضِها علي الصفحة المقابلة
المُتأمل بِدقةٍ لهذه الأعمال سيجد ويتعرف علي الطاقة الإستيعابية لدلالات التكوين من خلال التعبير بالنقطة و الخط ؛ عندما يتلاقيا بإحداثياتٍ طولية او عرضية ، سواء أكان ذلك في اشكالٍ مُستقيمة أو منحنية رأسية أو افقية مُتوازية أو متقاطعة ، وتطويع ذلك لتكوين شكل تجريدي هندسي لصورة ذهنية مُبسطةٍ لِمشاهد مألوفةٍ ، و تتجلي إبداعاتهِ من خلال عناصر الإنشاء لعمل بصري مُتكامل العناصر الجمالية و أيضا الوسائط التي تقود إلي المتعة الفكرية والبصرية المُوزعة في هارمونية وإتساق في اللوحة ، ولعل أهم ما إهتم به وأجادهُ بتقنية و مهارةٍ عالية عنصر اللون فكان الإختيار دقيقا وذو إحترافية وعلمٍ عن الدلالة التي يحملها اللون ودرجاتهِ ودرجة سطوعهٍ المناسبة و أيضا ًتكاملها مع العناصر الأخري لتحقيق التوازن اللوني البصري المُؤدي الإنبهارِ ومن ثم المُتعة التامة بتيماتٍ بسيطةٍ اساسُها الخط و اللونِ .

ســيــد جــمــعــه
ناقد تشكيلي واديب

لا يتوفر وصف.

لا يتوفر وصف.

لا يتوفر وصف.

 

مقالات ذات صلة