38

دكتورة فاطمه محمود 
سؤال من أحد القراء عن كيفيه التخلص من الماضى
لا تُضيع عمرك فى البحث عن طريقة التحرر من الماضى لأن هذا شىء مستحيل لأنه مندمج معك كلياً “
الطريقة الأمثل للتحرر من صدمات الماضى
هى عدم إعتبارها صدمات
فلا يوجد بشرى على الكوكب لم يمُر بتجارب تنحت تكوينه
حتى الحيوانات والطيور تحمل ندبات من تجارب الماضى؛
فعندما نعتبر الماضى عقبة صلبة فى طريقنا ونتعامل مع ماضينا على أنه طفل مُعاق يحتاج إلى العلاج
فنحن نعكس الحقائق ونسعى فى الإتجاه المعاكس ونخسر الوقت
لأن الماضى هو تمهيد للمستقبل
هو كُتيب الإرشادات ومنهج الخبرة الذى نحتذى به باقى حياتنا .
وإلقاء اللوم المستمر على الماضى والبحث الدائم عن التخلص منه يجعلنا ندخل بأنفسنا فى وعى الضحية
ويُعطل عقولنا عن العمل وعن تطوير المستقبل
فلا يُمكن التخلص من الماضى فهو جزء من تكويننا
والتحرر منه بمثابة إقتطاع جزء كبير من أصلنا
أما الإمتنان للماضى وتقبُل كل تجاربه ك قطعة واحدة
تجعل من الماضى نقطة قوة وليس نقطة ضعف
وتجعل الصدمات ليست صدمات إنما دعامات صلبة
تَقهَر كل ألم يأتى فى المستقبل ؛
والحل والعلاج بداخلك وهو فى طريقة رؤيتك للمِنَح
فنحن نتعامل مع المنحة على أنها محنة ونرى النعمة أنها نِقمة
وهذا ما يجعلنا تائهين بسبب عكس الحقائق
التى تؤدى إلى عكس النتائج “
دكتورة فاطمه محمود