التربية الربانية في المدرسة الرمضانية اسلام محمد
احوال التلفزيون في رمضان سبحان اللة على الرغم من ان المسلسلات موجودة طول السنة ؛ الا
ان اهل الباطل يبذل اقصى جهدهم ليشغل اهل الطاعة عن طاعة ربهم في رمضان بهدف تضيعوا
صيامهم واشغالهم عن ذكر ربهم في رمضان وهذا الشهر لا ياتي الا مرة واحدة في العام
وفي ظل ما تمر به الامة الاسلامية الان من بلاء ومصائب فقد استغل اهل الباطل هذه الطروف
والناس لا يخرجون من البيوت في عرض مسلسلات وبرامج رمضانية بدرجه مكثفة مسلسلات
وبرامج هذا العام كثيرة على غير عادة كل عام وانت تشهاد مسلسلا ثم تشهاد الذي بعدة ثم الذي
يلية الا ان تجد نفسك انك خرجت من رمضان وانت من اهل الخسران والحرمان تجد ان رمضان
قد انسلخ من بين يديك وانت لا تشعر وهذا هو هدفهم ان يضيع عليك رمضان هذا العام
وحال الناس وهم يشاهدون هذه المسلسلات يقولون ما انا لازم اسلي صيامي وبالليل اسلي سهرني
اذا كان الامر كذلك فهناك بعض الاشياء التي يفعلها العباد ينشغل بها او يتسلى كما يقول وهي
العبادات من صلاة وذكر وانشغال بالقران ( حفظا وتدبرا وعملا وسماعا وقراءة) والقراءة في كتب
اهل العلم الى غير ذلك ايهما افضل ان تسلي به صيامك الجلوس اماما المسلسلات والبرامج
الرمضانية المضيعه للوقت ام انك تنشغل بالعبادة والطاعة في رمضان لتنال الاجر من العزيز
الغفار ايهما افضل شتان بين هذا وذاك
قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ۚ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
فالعبد يجب ان يكون صومة لله تعالى وحدة ولا ينشغل في صيامة الا بعبادة الله تعالى فعَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا
غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. وَمَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ
الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) متفق عليه
ان العمل المقبول من العبد ما طابت به نفسه، واقترنت به نية صالحة، فقام به رغبة في ثوابه،
وطمعا برضوان ربه وجنته.
قال العيني – رحمه الله – في عمدة القاري (10/ 274): (قَوْله: (احتسابا) ، وَإِنَّمَا زَاد هَذِه اللَّفْظَة
لِأَن الصَّوْم هُوَ التَّقَرُّب إِلَى الله، وَالنِّيَّة شَرط فِي وُقُوعه قربَة) انتهى.
وقال الخطابي: “احتساباً”: أي نية وعزيمة، وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه، طيبة
نفسه بذلك، غير كاره له ولا مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه، ولكن يغتنم طول أيامه لعظم
الثواب
حبيبي في الله رمضان شهر التنافس انت في ميدان يَكثرُ فيه التنافس في طاعة الله فكن من هؤلاء
المتنافسين وعلم ان الصوم ليس مقصوراً على ترك الطعام والشراب والجماع، وإنما حقيقته صوم
الجوارح عما حرم الله، بل ويشمل صوم القلب عن المقاصد السيئة والنوايا الخبيثة وكفه عما سوى
الله.
وهنا سؤال هل من يشاهد مسلسلات في نهار رمضان يبطل الصيام او ينقص من اجرة والجواب
على ذلك السؤال قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ. رواه
ابن ماجه. فمشاهدت المسلسلات في رمضان تنقص من اجر الصيام
ومشاهدة المسلسلات في رمضان دليل على انه لم يحقق الغاية التي فرض من أجلها الصيام وهي
تقوى الله جل وعلا، فإن الصيام فرض لأجل تحقيق التقوى، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ
عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {البقرة: 183}.
فمن شاهدها في نهار صومه أو ليله لم يحقق الغاية من الصيام، وقد قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ. رواه البخاري
وختاما في هذا العنصر اقول
وليس أمام الإنسان فرصة للعمل إلا في حياته في هذه الدنيا، فاليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب
ولا عمل. وعمر الإنسان قصير وأجله غائب لا يدري في أي ساعة يقدم، وإذا قدم لا يقبل التأخير
(فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) وهذه الأيام التي تعيشها أيها الإنسان في هذه
الدنيا فرصة نفيسة لا تقدر بثمن
مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا في هذه الايام فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَللعبيد والله – جل وعز – مستغن عن طاعة
العباد ، فمن أطاع فالثواب له ، ومن أساء فالعقاب عليه . وما ربك بظلام للعبيد فيحتاج العباد في
هذه الايام الى التزود من الاعمال الصالحه من صلاة وصدقة وذكر وستغفار وقراءة القران الكريم
( تدبرا وعملا وحفظا وسماعا وقراءة) وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾