التربية الربانية في المدرسة الرمضانية ( حب الله)
كتب /اسلام محمد
ان المتامل في هذه المدرسة الرمضانية يجد أنها تحث العبد دائماً
طوال الشهر على حب الله تعالى؛ فلا يحافظ على قراءة الورد القراني
طوال رمضان إلا بمن امتلاء قلبة بحب الله وتذوق حلاوة القرب
والانس بالله تعالى.
إن حب الله لعباده هو على مراتب ودرجات متصلة بحب العبد لله ،
فكلما زاد حب العبد لله ورسوله زاد حب الله عز وجل لهذا العبد ، وأول
من يستحق هذا الحب هم أنبياء الله سبحانه وتعالى الذين جعلهم الله
سبحانه وتعالى أخلاّءه فقال عز وجل : “واتخذ الله إبراهيم خليلاً ”
النساء ، 125.
وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ” إن الله اتخذني خليلاً كما
اتخذ إبراهيم خليلاً ” أخرجه الحاكم .
والخُلّة ” اخصُّ من مطلق المحبة بحيث هي من كمالها ، وتخلّلها الحب
حتى يكون المحبوب بها محبوباً لذاته لا شيء آخر ” . طب القلوب ،
ص229.
ويأتي بعد ذلك حب المؤمنين وهم اولياء الله المتقين .
ويتفاوت المؤمنون في هذا الحب بتفاوت أعمالهم التي تقربهم إلى الله
عز وجل، قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي : ” من تقرب إليّ
شبراً تقربت إليه ذراعاً ، ومن تقرّب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً ، ومن
أتاني يمشي أتيته هرولة ” رواه البخاري .
وهذا التقرب يدرك العبد كيفيته بالإطلاع على أوامر الله ونواهيه ،
فينفذ الأمر ويتجنب النهي ، ويترك المكروه ، كما يفعل المحبوب ، جاء
في الحديث القدسي “وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما
افترضته عليه ” .
وقال عز وجل في تتمة هذا الحديث القدسي ” ولا يزال عبدي يتقرب
إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره
الذي يبصر به ” رواه البخاري.
يقال ان الحب أفعال وليس أقوال وهذه حقيقية. بس في حد قبل
كده قالي أنا بحب ربنا ؛ ولكن لا بصلي ولا يصوم ولا يقرأ قرآن اقول
أنه ليس قريب من الله سبحانه وتعالى ويسبح في بحر الذنوب
والمعاصي . اهذا هو مفهوم الحب عن الناس ؟
أقول لك مثال :-
أرأيت لو أنك أحببت أحدا من أفراد عائلتك مثلاً أباك أو أمك أو
صاحبك أو أخوك أو مدرسك ، أليس من الأمر الطبيعي أن تسمع
كلامهم ولا تفعل ما يغضبهم ،وتسعى دائماً في فعل ما يحبوه ويرضيهم
سبب ذلك كله انك تحبهم.
أسألك سؤال واحد هل أنت صادق في حبك لله تعالى ، كيف تحبه
وأنت تعصيه ، كيف تحبه وانت لا تعبده، ولا تطيعه كيف تحب الله
وانت بعيد عن الله تعالى ، ولا تسعى في ارضائه ينهاك عن فعل الحرام
وتفعله هل هذا هو الحب ،
قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ
الحب الحقيقي هو من يتحول إلى واقع ان يظهر حب الله في اقوالك
وافعالك وفي حياتك كلها ، إن كنت صادقا.في حبك لله تعالى؛ إثبت
صدق حبك ليه كام صلاة صليتها بقلبك وشعرت إن روحك طلعت
عند ربنا ، وحسيت إنك قريب من الله تعالى؛ وإنت ساجد في الارض!!
كام آية من القرآن دخلت قلبك وشعرت بيها وطبقتها في حياتك
واتبعت أوامره واجتنبت نواهيه؛ كام مرة جهزت نفسك وكنت مستعد
تقابله . كام مرة أحسنت الظن بالله! كام مرة حصلت معاك مشاكل
وطرقت باب ربنا! كام مرة ربنا إبتلاك ورضيت وقولت الحمد لله !! كام
مرة جاهدت نفسك عشان تسيب حاجه بتحبها ومتعلق بيها عشان
ترضي ربنا !!حب بدون أفعال ، حب زائف كاذب مخادع _ لا تقل أحب
_بل إجعلني أري هذا في أفعالك.