أخبارالسياسة والمقالات

التقطيع والتدمير المرحلي مع الحصار والتجويع

بقلم طه الظاهري.

بعد حالة الفوضى والهيستيريا التي سيطرت على ساسة الكيان المؤقت وتجلت في أفعالهم وقراراتهم

الهيستيرية وارتكابهم للمجازر بحق الفلسطينيين بعد عملية 7أكتوبر 2023 والتي استمرت لشهر من

الجنون الممزوج بالصدمة والذهول والتخبط، بدأت تتضح معالم خطة عملياتية تقوم بالعمل عليها قوات

الاحتلال.

من المعطيات الميدانية يبدو ان قوات الإحتلال تحاول تقطيع قطاع غزة المحاصر وتقسيمه إلى أجزاء.

فبينما يقوم سلاح الجو بعمليات قصف واسعة مخلفا دمارا واسعا وآلاف الشهداء، يستمر الحصار

المفروض وقطع الإمدادات من غذاء ودواء ووقود لتتضاعف المعاناة الإنسانية في محاولات دؤوبة يقوم

بها الاحتلال وتُنظر لها كثير من المنصات الاعلامية العربية للأسف، هدفها إقناع وإغراء الفلسطينيين

بالنزوح إلى خارج القطاع.

يحاول الكيان تقسيم القطاع الى قسمين شمالي وجنوبي ويركز عملياته في الجزء الشمالي أكثر.

عمليات بطيئة هدفها دراسة الوضع والمنطقة واستخدام التقنيات والتكنولوجيا لتحديد الأنفاق وتدميرها

وهذا يتطلب جهدا ووقتا وقوات إضافية، لذلك يقول المسؤولون الصهاينة أن العمليات ستطول، لأنهم

بحاجة إلى تمشيط كل متر مربع من المنطقة في شمال القطاع، على أمل بعد الإنتهاء سيبدأون المرحلة

التالية في الجنوب ومن يدري متى؟

لعل الشمال يستغرق سنوات.

العدو يراهن على الحصار والتجويع والمعاناة والزمن، وفي نفس الوقت يواجه الكيان معضلات وصعوبات

كبرى أهمها:-

أولا التكلفة الاقتصادية الكبيرة رغم الدعم الأميركي والغربي لكن ذلك الدعم لن يستمر خاصة في خضم

تصاعد. المعارضة على الدعم الممنوح للكيان في اوساط الساسة ألأميركيين والغربيين على حد سواء.

ثانيا الكلفة العسكرية إذ يتطلب المسح الشامل المزيد من قوات الجيش والذي هو بحاجة للتواجد في الشمال

أيضا بسبب التهديدات من جبهة الجنوب اللبناني، وكذلك استمرار الرشقات الصاروخية تستنفذ مخزونات

القبة الحديدية واستمرار القصف الجوي يحتاج امدادات مستمرة من أميركا التي هي ملتزمة أيضا بتغذية الاعمال العسكرية في اوكرانيا.

ثالثا الكلفة البشرية والعتاد حيث أن استمرار عمليات الكمائن والاستهداف للجنود والآليات يرفع سقف الخسائر اليومية، تلك الخسائر تمثل ضغطا قويا على حكومة الكيان لأن عقلية الكيان مبنية على تجنب الخسائر الكبيرة وأنه عندما ترتفع الخسائر فالرحيل هو الخيار الأنسب.

رابعا استمرار العمليات والجرائم يصيب دائرة التأييد للكيان بالتأكل والضيق وكلما استمرت قل المؤيدون وتعالت اصوات الانتقاد والمطالبة بوقف إطلاق النار وربما التحقيق في جرائم الحرب الصهيونية.

🌍إذن ما هي الآفاق وما المطلوب.

آفاق العمليات التي يقوم بها الكيان مرتبط بمدى المقاومة على الأرض واستمرار الخسائر الاقتصادية والعسكرية والبشرية وتصاعد المواقف الدولية الرافضة للعدوان واستمرار الدعم المادي والمعنوي للمقاومة، ورفع وتيرة الاستهداف ضد الكيان وداعمية في مختلف الساحات والمجالات.

لذلك فالمطلوب هو تحرك جمعي لجميع الأحرار على كافة المستويات وفي كل القطاعات وضمان استمرار وصول الدعم والاسناد للمقاومة بكل السبل، واستهداف مصالح الداعمين للكيان ولعل ساحة خطوط الملاحة العالمية ستكون أكبر محرك للضمير العالمي الميت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى