أدب وثقافه

 الجريدة  قصة قصيرة

كتب الأديب سمير لوبه

هنا في تلك المقهى يرتاح نفسياً وجسدياً أكثر من أي مكان ، على ذلك الكرسي المنزوي في الركن الهادئ مسترخياً على جسر الحياة ، تلف أفكاره دخانه المتصاعد ، تتلقف أسماعه من الراديو ما تشتهي من أنغام عذبة بعيدا عن ضجيج التكلف الزائف ، فقط مع جريدته ، يهيم في خلوته بين أوراقها ؛ يتصفحها بشغف ربما وجد إجابات عن أسئلة تدور برأسه ، من النافذة يطل على سماء الذكريات يستنشق مع هواء بحر الإسكندرية حنينا جارفا لأيام الصبا ، ترقب عيناه البحر الذي ركب فيه سفينة الأيام ولم يخش أمواجه ، بحر رأى فيه من يسبح في خط واحد ومن يبرع في القفز مع التيارات المختلفة كدلافين مسرعة ، لا يعيب أحدا منهم ؛ فكلها أساليب للسباحة في بحر الحياة ، سباحة لا تحتاج إلى أذرع وأقدام بل مراوغة وإقدام ، ينظر لصفحة البحر فيلقي عن كاهله غباء المعيشة ، وينفض عن نفسه غبار النفاق والزيف .

في الجريدة نفس الكلام ونفس الصور لا شيء يتغير ، ولكنه مازال يصر على قراءة الجريدة يوميا ، الآن انتهى منها يرفع عينيه عنها ؛ تعود روحه الهائمة لجسده ، يطوي الجريدة تلتقط عيناه التاريخ المدون عليها . هو نفس التاريخ لا يتغير .

____________________

بقلم الأديب سمير لوبه
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى