بقلم : محمد فتحي شعبان
بعد الحمد لله والصلاة والسلام علي خير خلق الله محمدا بن عبد الله وعلي آله وصحبه ومن والاه وعلي من استن بسنته و أقتفي أثره و أهتدي بهداه ….
العولمة أحد المصطلحات التي شاعت علي السنة الناس فصارت تتردد كثيرا ، وهو مصطلح حديث نسبيا إذ بدأ استخدامه في بداية الستينات من القرن الماضي ، وهو مصطلح صدرته لنا الدول الغربية فكان ظهوره في اللغة الإنجليزية عام ١٩٥٩، وهو كذلك مصطلح لا بد من معرفته وإدراك ما يرمي إليه لخطورته .
**تعريفات ….
العولمة تعني :
الكونية و العالمية و الشمولية وتشير دلالة أو معني هذه الكلمات إلي معني مشترك هو : تعميم الشىء وتوسيع دائرة استخدامه ، بمعني إذا حدثت الدعوة إلي العولمة من بلد أو جماعة معينة فإنها تعني نشر النمط الثقافي والسياسي والاقتصادي الذي يخص ذلك البلد بحيث يسود العالم كله .
العولمة تعني :
جعل الشىء علي مستوي عالمي ، أي نقله من المحدود المراقب إلي اللامحدود الذي ينأي عن كل مراقبة ، و المحدود هو الدولة القومية التي تميز بحدود جغرافية و بمراقبة صارمة علي كل المستويات ، أما اللامحدود فالمقصود به العالم كله .
العولمة هي : نموذج محدد عمم علي المستوي العالمي ، أو هي إكساب الشىء طابع العالمية.
إذن هذا المصطلح يعني سيطرة فكر معين وثقافة معينة علي العالم كله وذلك الفكر وتلك الثقافة في حالنا هذا ، فكر وثقافة الدول الغربية وخاصة امريكا ، فالعولمة تعني ( أمركة العالم ) فهم يريدون بذلك خلط جميع الحضارات وإذابة خصائص المجتمعات وتهميش العقائد الدينية ، ليكون الإله الغربي هو إله جميع العالم .
ولقد وصف روجيه جارودي العولمة بأنها ( قطبية في العلاقات الدولية ، وضد الهويات الثقافية أو الدينية لكل الحضارات الأخري ) ، كذلك عرفها دكتور مصطفي محمود بأنها : ( مصطلح بدأ لينتهي بتفريغ المواطن من وطنيته و قوميته وانتمائه الديني والاجتماعي والسياسي بحيث لا يبقي منه إلا خادم للقوي الكبري ) .
العولمة تعني :
إلغاء كل القيود الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والدينية، فيكون الانفتاح انفتاح كل شىء علي كل شىء ، ولهذا خطره لأنه يعني الذوبان لكنه ذوبان الدول النامية والدول الضعيفة في الدول الغنية القوية فيهيمن القوي علي الضعيف أو بمعني آخر ذوبان العالم الإسلامي وتخليه عن كل شىء ( ثقافته وحضارته واقتصاده وفكره ) ليذوب في العالم الغربي
ما بين العولمة و التغريب :
العولمة صورة جديدة من صور التغريب للمجتمعات ، لفرض قيم ومبادئ وثقافة الحضارة الغربية .
وتختلف العولمة عن التغريب في أمور منها
١- أن التغريب بعد الاستقلال كان تيارا محليا ، أما العولمة فهي تيار عالمي يقوده الغرب نفسه بوسائله وآلياته .
٢- التغريب كان تيارا فكريا ، يمثل غزوا فكريا للعقول والمجتمعات لتتقبل من داخلها تحقيق التغيير المطلوب دون ضغط أو تدخل خارجي ، أما العولمة فهي تغريب مدفوع بضغوط وتدخلات خارجية لفرض التغيير المطلوب فرضا من خلال وسائل عديدة .
يتبع بإذن الله …
تابعنا على