الحج إلي أمريكا الإله الغربي الحلقة الثالثة

155

بقلم : محمد فتحي شعبان

التغريب والعولمة

الحمد لله والصلاة والسلام علي خير خلق الله محمد بن عبد الله وعلي آله وصحبه ومن والاه وعلي من استن بسنته وأقتفي أثره و اهتدي بهداه ….اما بعد

ومازال الحديث مستمرا عن التغريب واثره في المجتمعات الإسلامية ، فقد ركزوا جل جهدهم تجاه الأسرة المسلمة اولا ، ثم الفرد بتفريغه من مبادئه وخلق عقول لا هدف لها ، كذلك اهتموا ببعث الحضارات القديمة التي كانت قبل الإسلام مثل الفرعونية و البابلية و الطورانية وغيرها ، وفي هذا المجال برزت الدعوة إلي التحرر من طابع العروبة وطابع الدين ، وجرت الشعارات الجديدة في الارتباط بحضارات البحر الأبيض ، كذلك كان التشجيع لفكرة إيجاد فكر إسلامي متطور يبرر الأنماط الغربية ، ويسعي هذا الفكر لمحو الطابع المميز للشخصية الإسلامية ، وذلك لإيجاد علاقات مستقرة بين الغرب والعالم الإسلامي ، وقد حرصوا كل الحرص علي نشر افكار تذبذب عقيدة الولاء والبراء لدي المسلمين ، مدعوة القومية والدعوة إلي الحرية المطلقة ، وبث فكرة أن هذه الدعوات سبب تطور وازدهار العالم الغربي ، أيضا نشر افكار مثل العالمية والإنسانية زاعمين أنهم بذلك سوف يجمعون الناس علي مذهب واحد تزول معه الخلافات الدينية والعنصرية ، والهدف من هذا كله هو تذويب الفكر الإسلامي واحتواؤه في بوتقة الأقوياء والمسيطرين أصحاب النفوذ العالمي ، وكذلك نشر المذاهب الهدامة كمذهب فرويد وداروين والماركسبة والتشكيك في القرآن والنوبة والتاريخ الإسلامي ، ونشر البحوث التي تشير إلي محو صفة النبوة عن نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ، كدعوة الإشادة بعبقريته وصفاء ذهنه ، وكل هذا تمهيد لإزالة صفة النبوة عنه ، نشر دعوة تحرير المرأة واختلاطها بالبيئة المحيطة ، وزعم أن الإسلام قد هضم حق المرأة ، والدعوة إلي مسايرة الغربيين في كل أفكارهم ، وعدم ترك أية شاردة ولا واردة من أفكارهم .

* التغريب والتحديث ضدان وليسا قرينين …

التحديث يعني …امتلاك كل المعرفة التي يتفوق بها الغرب، وانتاج كل المعدات التي ينتجها الغرب .

أما التغريب فيبدأ من إقناع الأمة الشرقية أنها متخلفة في جوهرها ، متخلفة في تاريخها وتصميم تكوينها ، ومن ثم فلا بد من انسلاخها تماما من كل ما يربطها بماضيها ويميز ذاتها وإعادة تشكيل المجتمع علي الطراز العربي .

واليابان نموذج في نجاحها في التحديث بلا تغريب فقد تمسكت بدينها وأصبح المعبد أو الهيكل جزءا أساسيا في كل مصنع أو باخرة ، وتمسكت بنظامها الملكي ، بعكس ما حدث في بلادنا من نبذ حضارتنا الإسلامية و تمييع هويتنا و إلغاء الخلافة وغير ذلك مما نراه في بلاد الإسلام .

ومازال الحديث مستمر بإذن الله .