أخبارالسياسة والمقالات

الحزام والجنبية دلالات في الموروث الثقافي اليمني 

اعتاد أبناء الشعب اليمني بمختلف أطيافه وطبقاته وانتماءاته المناطقية والثقافية والقبلية على أن يرتدي أو يلبس الرجل الحزام والجنبية على ملابسه.

والحزام هو الحزام الذي يُشد به الخصر (وسط الانسان) ويضم غمدا في المقدمة تُغمد فيه ما تسمى بالجنبية ( الخنجر اليمني) .

وارتداء الحزام والجنبية في الموروث الثقافي اليمني له دلالات على الأصالة والرجولة والعراقة والنضج والكمال والجاه وتعبير عن الاناقة والجمال، وتبلغ قيمة بعض الأنواع منها أسعار خيالية حسب النوع والأصالة .

والجنبية أو الخنجر اليمني تتكون من 

١_نصل مُقوس نسبيا مدبب من أعلاه كلا جانبيه حاد وقاطع وهناك عدة أسماء وانواع من النصال اليمنية المشهورة.

٢_ الرأس أو المقبض وهو موضع قبضة اليد ويكون عادة بحجم القبضة مقوس قليلا من جانبيه حسب نوعية الرأس أو المقبض وهو عدة أنواع وأشكال حسب المواد التي صنع منها، حيث يصنع بعضها من قرون وحيد القرن أو الزرافات وغيرها وتبلغ قيمة البعض من الرؤوس العريقة عشرات الآلاف من الدولارات وتزين عادة بمسكوكات ذهبية أو فضية أو نحاسية ومبسم من النحاس أو الفضة. 

والغمد أو الجهاز من الخشب المغلف بالجلد المدبوغ المتقن.

الحزام يصنع من عدة أنواع ويتم تلبيسه بطبقة من التطريزات اليدوية ذات الطابع اليمني وتصنع من الخيوط النحاسية أو المصنعة من مواد أخرى.

من الدلالات للحزام اليمني والجنبية في الموروث الثقافي اليمني

أولا تلبية الدعوة من شخص أتى يطلب العون أو الفزعة أو النصرة فيُقال له ( شُد حزامك) ومعناه أننا معك ناصر ومعين ومبادر.

ثانيا عرض المساعدة على من هو في مواجهة سواء مادية أو مالية أو خصومة أو مشروع فيقول له نحن معك عون وسند وإن كلف ذلك أن أبيع الحزام أو أن أبيع الجنبية.

ثالثا المباشرة والمشاركة في مساعدة من هو في مواجهة سواء مادية أو مالية أو خصومة أو مشروع وهي شبيهة بالسابق لكن تختلف هنا أن يبادر الشخص المعين للمساعدة دون أن ينتظر السماح ممن يحتاج للمساعدة وتكون عادة مصحوبة بالقسم واليمين أنه لابد أن يشارك ويدعم وينصر وإن كلفه ذلك أن يبيع الحزام أو أن يبيع الجنبية وهذا معناه الدعم المطلق منه للشخص حتى لو تسبب ذلك في أن يبذل كل ما يملكه من مال وأملاك وهو تعبير عن شدة الاصرار وصدق النصرة وعدم الخذلان مهما حصل.

رابعا دلالات أن يصل الشخص اليمني إلى مرحلة أن يوشك أن يقوم ببيع الحزام أو بيع الجنبية سواء لحاجته هو للمال لنفسه أو لمساعدة غيره.

١_أن يصبح اليمني على وشك بيع حزامه فهذا يعني أنه أستنفذ كل ماله واملاكه الخاصة.

٢_أن يصبح اليمني على وشك بيع الجنبية أو الخنجر لأحد الأسباب السابقة فمعناه أنه أستنفذ كل ماله واملاكه الخاصة وكذا أملاكه وامواله الموروثه لأن الجنبية ترمز للإرث الموروث عن الأب والجد والجد الثاني والثالث .

وبإختصار فإن الحزام والجنبية اليمنية تمثل تعبيرا ورمزية لكل قيم القبيلة والأصالة والأعراف والأخلاق والكرامة والشهامة

طه الظاهري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى