المقالات والسياسه والادب

 الحقيقة والاكتفاء


بقلم حمدى بهاء الدين
بعد رحلة طويلة وشاقة من الكفاح والألم والصبر والإيمان بالذات وعدم الخضوع وعدم التسليم والخروج من عنق الزجاجة والإنتصار على كل الظروف وتخطي كل الأزمات وتحقيق نجاح منقطع النظير والوصول لمكانة غير منكورة ونيل إعجاب الغريب قبل القريب والوصول إلى القمة رغم أنف الحاقد والحاسد وأصحاب النفوس المريضة والوصول بالذات إلى مرحلة القبول والرضا رغم تبدل الحال وتغير الظروف وتكاتف العقبات والعثرات لم يعد أمامي سوى النظر إلى الماضي السحيق والبدايات الأولي وعمل مناظرة بين ما مضي وما أنا فيه الأن وما يمكن أن يؤول له حالي من احتمالات السقوط والفشل والغوص فى أعماق الوجدان وجمع ما تبقي من إرادة ومقاومة ترفض الاستسلام والتخلي عن انجازات الماضي والثبات عند نقطة الوصول إلى قمة الهرم وعدم تشوه الصورة الذهنية التى ترسخت فى النفوس رغم افلات يد كل من حولي وإنكار كل التضحيات التي قصمت ظهري وأضعفت إرادتي وأتت على كل شيء ووجدت نفسي وحيدا بلا سند وبلا رفقة وبلا مؤنس وانشغال الجميع عني بحاله ونجاحه وثروته وما يطمح أن يحققه ونسبة كل شىء إلى نفسه ووضعي فى حالة يؤسف عليها لم أكن أتوقعها ولا يتوقعها أكثر الحاقدين ومن ثم وجدت نفسى بين شقي الرحي هل أصمد أم أسقط مع العجز التام عن التغيير لأن الأمر لم يعد بيدى بل بيد القدر فما كان مني سوي الابتسام بمرارة متعجبا من دورة الحياة وتقلبها دون أن أندم على ما مضى عازما على الاستغناء والاكتفاء بما حققت وبما وصلت إليه منتويا عدم السقوط رافضا الفشل واضعا كل النياشين أمام عيني وكل العقبات خلفي رافعا شعار كنت وسأظل مستصغرا كل العقبات التى تواجه قصة البقاء دون أن أطلب شىء من أحد ، دون أن أرهق أحد ، دون أن ألوم أحد ، دون أن أطلب من أحد مقابل لكل العطاء الذى قدمته ولا أذكره بما كان مني من تضحيات ، قررت أن أموت نبيلا كما عشت كريما منتظرا دورة الحياة وما يمكن أن تفعله بمن أنكر قيمتي لأنى ربما خسرت من حولي لكني كسبت نفسي وايماني بذاتي ومن هنا بعد تكشف الحقيقة قررت الاكتفاء
# بقلم حمدى بهاء الدين

مقالات ذات صلة