منوعات

الحلقة السابعة من الجمعية /بقلم مايسة إمام

حكت فجر لأبويها ما حل بأخيها في حياته وفي دراسته وأنها حاولت أن تتحدث معه كثيرا وتنصحه بضرورة الإهتمام بدراسته فكان رده دائما : الصمت او كلمة واحدة هي طظظظظظظظ
وأخبرتهم أنها لجأت لأخيها يسر ليساعدها لكنه رفض وروت ماحدث بينهما أيضا فقالت صابرين لحافظ : وأدي واحد تاني ياحافظ وخرجت مسرعة تبحث عن زين بيأس يمامة سقطت زغاليلها في يد الصياد ولا تدري ماذا تفعل .

ظل حافظ جامدا في مكانه كتمثال من حجر أصم ، لم يشعر بفجر وهي تضع رأسها على صدره المختنق وتقول : بابا هو ممكن نودي زين للدكتور من غير ما نستنى فلوس الجمعية آخر السنة والنبي يابابا
كانت كلمات فجر كنصل حاد قطع فيه حبل الوتين فأمطرت سحاباته دموعا لم تمطرها من قبل .

أحرقت دموع حافظ الحارقة وجه فجر التي انتفضت منزعجة وهي تقول : أنا آسفه يابابا انت زعلت مني خلاص نستني فلوس الجمعية وبعدين نودي زين للدكتور .
وغادرت الغرفة واليأس يسبقها واتجهت لمشاهدة التليفزيون لتتناسى حزنها وخلال بحثها بين القنوات طالعتها صورة أخيها يسر على شاشة التليفزيون بنشرة الأخبار
فصرخت صرخة مدوية يمتزج فيها الحزن بالبسمة : يابابا ياماما الحقوا يسر طالع في التليفزيون ، يسر بقى مشهور زي الممثلين الحقوا وصارت تجول في البيت وهي تردد ذلك بصوت عالي جعل والديها يخرجا مسرعين إلى جهاز التليفزيون واستمعا للمذيع وهو يعلن عن أفراد الخلية الإرهابية التي قامت بتفجير كبير بمنطقة سياحية معروفة وأن السلطات في طريقها للقبض عليهم

لم تفهم فجر حقيقة الأمر ولكنها أدركت أنه مُصاب جلل من صراخ أمها وانهيارها وهي تردد : ولادي آاااااااه…….. ولادي ياحافظ ، ولادي ضاعوا .
أدرك حافظ حينها أنها نهاية عالمه والمستقبل المضمون الذي من أجله شارك في التجارة وتوسعاتها وربط حياته وحياة أولاده بقيد الجمعية السنوية ظنا منه أنها العصى السحرية التى ستحقق لهم أحلامهم ، وخلال تدافع الأفكار بعقله في صراع عنيف دخل عليهم ( يسر ) دافعا باب الشقة بعنف وهو يرتجف وفي حالة يرثى لها وكأنه عائد من الموت ، فهتفت صابرين في جزع وقد تحول وجهها إلى أخاديد عميقة يجري فيها الدمع مسرعا واحتضنته وهي تبكي وتقول : يسر ليه كدا يابني توجع قلبي عليك ، ايه اللي عملته دا ؟؟؟ صورك في التليفزيون والدنيا مقلوبة عليك حرام عليك يابني ليه تعمل كدا في الناس ؟!

واندفع حافظ كريح غاضبة : هي وصلت لأرواح الناس يامفتري عملوا لك إيه ؟
صرخ يسر في حده : دول كفره وزنادقة وقتلهم حلال لنصره الدين ، كل من لم يؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم كافر وقتله واجب على كل مسلم غيور على دينه وبيحلم بالجنة ، دماءهم خضاب الجنة وأنا اخترت الآخرة ونعيمها وسيبت لكم الدنيا الزائلة بزيفها وكدبها ، كل اللي حلمت به هلاقيه هناك في الحياة الخالدة كل اللي حرمتنا منه الجمعية الوهمية بتاعتك هلاقيه هناك ودا الثمن ،لازم ادفع ثمن غالي عشان أنال الأغلى ، الخلود والنعيم وأنا في الحالتين كسبان إما بالقصاص من أعداء الله وإما بالشهادة وصحبة حور العين ومالا عين رأت ولا أذن سمعت

اعلان

حافظ : مين نصبك إله تحاسب الناس وتحكم عليهم انت مش ربنا
يسر : ومين نصبك إله علينا تتحكم في حياتنا ورزقنا و تربطنا كلنا بحبل واحد اسمه الجمعية وتفرض علينا قوانينك وقواعدك من غير مناقشة ولا رأي وتفضل تخنقنا بالبطئ بأمل مزعوم ، هو الرزق دا مش بتاع ربنابرضه ياوالدي والسعي له واجب ، لكن رزق بكره مش بتاعك ولا في إيدك حسبتك غلط ياوالدي

أنا قطعت الحبل بتاعك وتعلقت بحبل الله فهو أوثق وأبقى وبِعت الدنيا لأشتري الآخرة فتلك هي الصفقة الرابحة والجمعية الحقيقة مع إخواني من المجاهدين نتعاون بها على البر والتقوى ونصره الله ونتاجر بها التجارة الرابحة ، التى يَعِدُنا الله فيها ويفي بوعده مش زيك وعدت ووعدت ولم تفِ فصرنالا نُصَدق منك وعداً .

وما هي إلا لحظات واقتحم رجال الأمن المنزل وأحاطوا بهم جميعا وطرحوا يسر أرضا مكبلين يديه بأصفاد قوية ، وكانت الأحداث متسارعة لم تسمح لأحدهم بالتقاط أنفاسه وفي حالة من الفزع أسرعت فجر لغرفة مجاورة تنادي : زين يازين الْحَق البويلس جي ياخد يسر وهي تبكي بكاء حارا
لم يبد زين إهتماما بما سمع وتحرك ببطء للخارج ليجد قوات الأمن تحيط بالجميع ويسر في ركن جانبي وقد تكوم مقيداً فهز زين كتفيه في لامبالاة واستدار عائدا للغرفة وهو يتمتم بكلمات غير مفهمومة

اعلان

اقتاد الضباط يسر إلى سيارة الأمن وصابرين تصرخ في حافظ : انت هتسيبهم ياخدوه كدا واحنا بنتفرج ،اتصرف وشوف محامي الواد هيروح مننا ياحافظ
وفجر تبكي وترتعد من هول الموقف وتقول لوالدها : بابا متخليهومش ياخدوا يُسر والنبي يابابا قولهم معلش مش هيعمل حاجة غلط تاني
استدارأحد رجال الأمن نحو فجر وهو يربُت على كتفها : متخافيش ياحببتي هنتكلم مع يسر شوية ويرجع مع بابا وهو ينظر لحافظ نظرة ذات مغزى .
****************
غدا حلقة جديدة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى