أخبارالسياسة والمقالات

الذكاء العاطفي بين الزوجين إعداد : مي مجيد حجاز

الذكاء العاطفي بين الزوجين
بحث تخرج “دبلوم الارشاد الاسري”
إعداد : مي مجيد حجاز
المقدمة :
 يتعرض الذكاء العاطفي لأهم اختباراته داخل الحياة الزوجية، لأنها مبنية بقوة على العاطفة بين الزوجين والفرد المتمتع بالذكاء العاطفي يكون أقدر على فهم مشاعره ومشاعر شريك حياته. وأبرع في التعامل مع المشاكل والإنتقادات والهفوات الصادرة من الطرفين بهدوء ورزانة. فالزواج يمثل محطة أساسية في عمر الإنسان وهو واحد من أهم الأحداث بعد الولادة على الإطلاق، والزواج كحدث هام ومفصلي في الحياة يعبر عن ما يحدث بين رجل وإمرأة من رباط شرعي وقانوني وعاطفي، يمثل أين أنا لبداية علاقة من نوع خاص تعتبر من أهم العلاقات الشخصية من بين سائر العلاقات الإنسانية، وهذه العلاقة له خصوصياتها في جميع الجوانب سواء العاطفية أو القانونية أو الدينية وآبعادها من حيث نوعية العلاقة الزوجية وفق ما تضمنه مقياس نوعية العلاقة ومن أبعاد هي: المساندة، العمق، الصراع وعلاقتها بالذكاء العاطفي كعلاقة نوعية متمثلة في:
إستخدام الإنفعالات،
تنظيم الإنفعالات،
تقدير الإنفعالات،
المهارات الإجتماعية الإنفعالية.
 إن نجاح العلاقة الزوجية ينعكس إيجاباً على الزوجين من حيث صحتها النفسية ويشبع حاجاتهما ودوافعهما المختلفة التي يصعب إشباعها من دونه مثل الجنس والوالدية، والحاجة إلى الحب والتقدير وتأكيد الذات كما يمثل الزواج الناجح دافعاً لكلا الزوجين نحو الإنجاز والإبداع والقدرة على التجديد ومقاومة ضغوط الحياة والعمل.
تعريف : الذكاء العاطفي
الذكاء العاطفي يعني قدرة المرء على إدراك مشاعره ومشاعر غيره وحسن إدارتها لتحقيق هدف ما وتعتبر هذه المهارة من أهم المهارات التي يجب أن يتحلى بها القائد تحديداً ويتميز الأذكياء عاطفياً بالوعي العاطفي أي قدرة الإنسان على تحديد نوعية المشاعر التي تعتريه والقدرة على إدارة العواطف وتنضيمها عند الضرورة لتلائم مع الأهداف .
التواصل العاطفي مفتاح السعادة بين الزوجين، فالعلاقة تبدأ قوية دافئة مليئة بالمشاعر الطيبة والأحاسيس الجميلة وما تلبث أن تفتقر هذه العلاقة مع مضي الوقت إلى هذه العناصر وتصبح رماداً لا دفء فيه ولا ضياء وهذه المشكلة هي أخطر ما يمكن أن يصيب الحياة الزوجية، وعلى الزوجين إعطاء هذه المشكلة كل الاهتمام للتغلب عليها حتى تكون العلاقة الزوجية علاقة تواصل دائم وحب متجدد يسهم في تكوين أسرة سليمة والتي من خلالها تتم تنشئة أجيال المستقبل.
التواصل العاطفي والوجداني بين الزوجين يجب أن يتحدث الزوجان عن مشاعرهما تجاه بعضهما باريحة عالامتناع عن التعبير عن مشاعر الإيجابية بين الزوجين ومشاعر الرغبة وحتى مشاعر الحزن والغضب يؤدي إلى التصلب والبرود وبالتالي انهيار العلاقة الزوجية.
يجب تبادل المدح والثناء بين الزوجين ليس بداعي الكذب والنفاق بل بدافع الإحساس بالرضا والقبول .
إن الذكاء العاطفي بين الزوجين يعتمد على الأسس العاطفية التي بنيت منذ طفولة الزوجين لبناء أنواع التفاعل الذي نشؤا عليه فتكرار أي نوع من التفاعل لمرات عديدة يثبت مشاعر معينة عند الطفل مثل الثقة بالنفس التي تولد عند الطفل التي تلبي له أمه حاجاته بكل حب وحنان، فهذا ما يخلق له الشعور بان الاخرين يهتمون لاحتياجته ويلاحضونها ويبدون استعداد لمساعدته، أما الطفل الذي لسبب ما لا يلقى الرعاية والحنان في طفولته سيخلق لديه شعور بأنه سوف يفشل في الحصول على أي إهتمام على الرغم من مجهوداته و بالتالي فإن تعلم الذكاء العاطفي يبدأ من اللحظات الأولى لحياة الأنس.
الذكاء العاطفي والتوافق الزواجي:
للعاطفة والانفعالات دور مهم في توجيه الفكر والسلوك الإنساني، فهل من علاقة إرتباطية بين الذكاء العاطفي والتوافق الزواجي؟
ينبثق عن هذا السؤال المحوري أسئلة ثانوية:
هل توجد علاقة ارتباطية بين مرتفعي و منخفضي الذكاء الوجداني والتوافق الزواجي ؟
هل توجد علاقة ارتباطية بين المعرفة الانفعالية والتوافق الزواجي؟
فالتوافق الزواجي مهم في استقرار الأسرة وحمايتها من الإنزلاق في الخلافات والصراعات الأسرية وفي الصحة النفسية للزوجين من خلال إحساسهما بكفاءتهما الزوجية وقدرتهما على مواجهة المشكلات والعقبات والشعور بالرضا والسعادة والإستمتاع بالحياة ولما له مردود طيب عن الأنباء وعلى حسن رعايتهم والإهتمام بهم وتلبية حاجاتهم النفسية والاجتماعية.
ما هو الذكاء العاطفي بين الزوجين؟
يعّد الذكاء العاطفي بين الزوجين بمثابة الملاك الحارس الذي يعمل على حماية العلاقة الزوجية كما إنه بمثابة القلعة المنيعة التي يتم من خلالها التغلب على التقلبات التي يمكن أن يتعرض لها الزوجين . الشخص الذي يمتلك ذكاء عاطفي يمكن أن يفهم مشاعره بشكل جيّد و مشاعر شريكه بطريقة صحيحة ويقوم بحل المشاكل التي يمكن أن تقابله بكل سهولة ، بحب وحنان واحتواء للطرف الاَخر ويتعامل مع النزوات الناجمة والإنتقادات التي تنبع من كل الشريكين ويتميز صاحب الذكاء العاطفي بالكثير من الرضا والكثير من الإيجابية و يتأقلم مع الأجواء المحيطة ويتعامل مع الظروف بهدوء و حكمة و يتجنب الأضرار.
كيف أكتسب الذكاء العاطفي؟
تحمل مسؤولية المشاعر الخاصة: الفرد هو المسؤول عن انفعالاته إذا كانت سيئة أم جيدة وهو من يتحمل العواقب .
ممارسة الإستجابة بدلاً من التفاعل: أي أن تكون ردود أفعالنا واعية لمشاعر الشخص والحد من المشاعر السلبية.
تأثير الأفعال الخاصة غلى الاَخرين: يجب أن تدرك كيف تؤثر أفعالنا على الاَخرين قبل ان نقوم بها وذلك بوضع أنفسنا مكانهم .
طرق تنمية الذكاء العاطفي:
الإنصات والإستماع إلى الأحاسيس الخاصة بين الزوج والزوجة وعدم محاولة الهرب من مواجهة المشاعر حتى إذا كانت غير مريحة واعطاء النفس فرصة لكي يتم اظهار الإحاسيس . من المهم عدم التسرع في الحكم على المشاعر والتفكير جيدا واعطائها فرصة كي تتهيأ دون أن يتم التأثير عليها من الأهداف الخاصة .
الربط بين الوقت والشعور التي تم فيها الإحساس، لكي يتم الإستنتاج إذا كان هذا الشعور ناجم عن أحداث الماضي أو ناجم عن الوضع القائم.
الإستماع إلى لغة الجسد والإستعانة بشخص اَخر وسؤاله لكي يتم التأكد من المشاعر والإستماع الى اللاواعي من المشاعر وتحليلها جيدا.
يجب طرح سؤال كيف نشعر اليوم مع تصنيف الشعور بقياس ثم ندونها بدفتر.
تدوين كل الأفكار والأحاسيس في ورقة.
خطوات الوصول الى علاقة زوجية ذكية عاطفياً:
1- الابتعاد كلياً عن النقد :
 لا نستطيع تطوير وتحسين أي شخص عن طريق النقد فهذه الطريقة فاشلة إذ تضعف ثقة الشخص بذاته وتزيد الفجوة بينه و بين شريك حياته ويقل الحب بينهما ويقوى في حال إتباع أسلوب النصيحة بطريقة لطيفة ولائقة.
2- الوعي بقضية الإحتياجات النفسية:
تختلف الإحتياجات النفسية بين الرجل والمرأة، الرجل بحاجة الى الثقة والتقبل بينما المرأة بحاجة إلى الإهتمام والرعاية.
3- لغة الجسد مهمة:
 لغة الجسد لها تأثير مدهش على كل من طرفي العلاقة.
4- الإنصات والتواصل البصري:
القدرة على التواصل من أقوى أدوات الذكاء العاطفي.
5- الهدايا والكلام الإيجابي:
 الكلام الإيجابي التشجيعي يعطي جرعة من الامان والقبول والامتنان والهدايا تعمق العلاقة بين الزوجين .
6- الابتعاد عن السخرية والتهكم :
هذه التصرفات تخلق تراكمات سلبية وإنفجار خطير في يوم من الايام .
7- نبرة الصوت المتوسطة:
 نبرة الصوت المرتفعة تدل على التسّلط و دليلاً على التثبت بالرأي، بينما الصوت المعتدل تدل على شخص واثق من نفسه .
8- تقبل اختلاف الاخر:
عدم تطبيع الأخر بطباعه وترك مساحة للحرية الشخصية واحترام الرغبات حيث التسّلط يولد شخصًا عنيداً و تعيساً .
9- الضبط الانفعالي :
 ردات الفعل الانفعالية الغير محسوبة والقوية جراء سوء تفسير بموقف معين، بما يترتب عليه رد فعل غير منطقي وقاس، من المهم أن يلتمس العذر للشخص المقابل ويحلّل الدوافع التي أدّت إلى قيامه بتلك السّلوكات .
10- الحب الواعي وعدم الانانية والاحتواء :
إحتواء الشريك لحظة قيامه بسلوك سلبي دون العمل على اطلاق أحكام سلبية عليه دون النظر للموضوع إنه تنازل وضعف شخصية حيث تأتي قوة شخصية كل من الطرفين في احتواء الاَخر وليس التسخيف به والحقد عليه ومخاصمته ومعاقبته بل اعتماد التسامح والرأفة والمبادرة بالخير من ذاته ويراجع سلوكاته وتثبيت عقلية التفكير الإيجابي .
11- غياب الذكاء العاطفي بين الزوجين :
يخلق غياب الذكاء العاطفي بين الزوجين نوعاً من التلّبد في المشاعر والاحاسيس والذي يتطور ليصل الى البعد الجسدي والعاطفي وفي النهاية يكون الانفصال الصامت أو النهائي .
تشير الدراسات أن الطلاق سببه غياب الذكاء العاطفي وأفادت الدراسات الحديثة أن الأزواج السعداء ليسوا أذكى أو أغنى او أكثر ثقافة من الأزواج التعساء وليسوا بالطبع متخصصين في علم النفس والتواصل، بل هم يتجادلون ويختلفون ولكن ما يميزهم هو امتلاكهم الذكاء العاطفي المتقدم عن الاَخرين مما يجعلهم قادرين على بلورة علاقتهم وعدم السماح للمشاعر السلبية بأن تطغى وتسيطر على علاقتهم ما يمنحهم اللذّة أي الحافز للبقاء معاً.
علامات تميز الخلافات بين الازواج :
الهجوم الشخصي بدلاً من انتقاد العقل: عندما يراعي الزوج مشاعر الطرف الاَخر في أثناء انتقاده ويتجنب الهجوم والإساءة فسيرد الطرف الاَخر بالمثل، أمّا إذا تعمّد التجريح والإساءة فستنتقل الحرب الضروس والنصر لمن يؤذي أثر.
اتحاد موقف دفاعي: كل شخص يستطيع أن يجد تبريراً لأي عمل يقوم به وقد يكون هذا منطقي ولكن العلاقة لا تقوم فقط على التبريرات المنطقية بل على تفهّم واحترام المشاعر. وهذا لا يعني أن تبرير التصرّفات هو أمر ممنوع لكن وحده لا يكفي – مقابلة الطرف الأخر بالجمود واللامبالاة-.
نسمع غالباً الكثير من العبارات السلبية التي يتقاذفها المتزوجين ونلاحظ غياب ثقافة الذكاء العاطفي فيما بينهم، حيث يتنافس أغلبهم على تسجيل النقاط ضدّ بعضهم بعضاً دون أن يعوا فكرة أنهم متكاملون وأن أي خسارة لأحدهم تعني خسارة الأخر بالتأكيد بين كلمة سلبية تقال دون تفكير وتعليق مفاجئ يصدر بغير محله وهدية منتظرة لم تأت وإبتسامة غائبة لم تظهر. وتشجيع بطلب ويعطي وإيجابية تضيع ولا تمارس واحتواء مختبئ ولا بكشف عنه يضيع الحب وتغيب اللهفة ويسيطر البرود ويقوى الفتور. فيطفو الصمت العاطفي والتركيز على السلبيات وجذب المزيد من العراقيل الى حياتهم.
 لذا من المهم إعادة النظر في العلاقة وإيجاد الطريق للتوازن والسلام الداخلي أي التمتع بالذكاء العاطفي.
الخاتمة:
الزواج عبارة عن علاقة طويلة الأمد، وعلى كلّ من الزوجين الالتزام يومياً بالعمل على ترقية وتطوير زواجهم للوصول إلى السعادة والهناء والمتعة: فالأصل في الزواج هو السعادة. لكي يكون الزواج ذكياً عاطفياً على كل من الزوجين ان يبدأ بذاته كأن يراجع سلوكياته ويقيمها موضوعياً قبل إتخاد أي سلوك تجاه الآخر، ومن جهة ثانية، يجب على كل من الزوجين تبني عقلية التفكير الإيجابي، أي استبطان الرسالة الإيجابية والدرس الحقيقي الكامل وراء كل تحد يخوضونه ومن المهم اعتماد قياس الذكاء العاطفي كإطار للتعامل مع طرفي العلاقة الزوجية سواء في إطار الإرشاد الزواجي أو العلاج الأسري، أو حل المشكلات التي تطرحها العلاقة الزوجية، وانطلاقاً من قابلية الذكاء العاطفي للتنمية لا بد من الإهتمام في تنميته لأن نقص الكفاءة العاطفية يرجح ان تقف وراء كثير من النزاعات التي لا يبدو أن لها مبرراً حقيقياً أو حتّى موضوعاً حقيقياً.

 

 

 

 

 

اعلان

 

 

 

اعلان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى