أخبار عربية

السلطات الفلسطینیة في خضمّ أزمة الكورونا: عمل متواصل ومجھود دیبلوماسي استثنائي

كتب / عبده الشربيني حمام

لا تدّخر السلطات الفلسطینیة في الضفّة الغربیة جھدا
في مواجھة فیروس الكورونا غایتھا التخفیف من
انتشاره قدر الإمكان. من أجل ذلك، رسمت الأجھزة
الرسمیة خطّة ذات مقاربة شاملة صحیة وأمنیة
واقتصادیة وإعلامیة توعویّة، وتعمل باستمرار على
تحیینھا وتعدیلھا وتطبیقھا بالشكل المطلوب.
المتابع لنسق تطوّر الفیروس في الضفّة الغربیّة منذ
الإعلان عن أوّل حالة إصابة یُلاحظ قدرة السلطات
الرسمیة على السّیطرة على منحنى انتشاره رغم
ضعف الإمكانیّات، وھذا یعود بالأساس إلى نجاعة
الخطّة التي رسمھا مجلس الوزراء بفلسطین بقیادة
محمد إشتیة، وإلى إشراف الرئیس محمود عبّاس على
ملفّ الكورونا. كما یعود استقرار الوضع الوبائي
بالضفة الغربیة إلى سرعة ردّة فعل الحكومة وإلى
اتخاذھا إجراءات استباقیة منذ أولى الإصابات
المسجّلة رسمیّا، وھو ما سھّل علیھا كثیرا عملھا في
وقت لاحق. دول أخرى على غرار دول الاتحاد
الأوروبي وأمریكا استسھلت الوضع وغرّتھا قوّتھا السیاسیة والاقتصادیة لكنھا لم تغن عنھا في التعامل
مع فیروس مثیل، فاجأ البشریة جمعاء على حین غرّة.
كما إنّھ لوحظ مؤخرا كثافة الاتصالات الدیبلوماسیة
التي تقوم بھا وزارة الخارجیة والمغتربین، بھدف
استجلاب الدعم سواء المادي أو اللوجستي. مثلا،
أجرى ریاض المالكي وزیر الخارجیة الفلسطیني
اتصالا مع وزیر خارجیة الھند. واتفق كلا الطرفان
على أن الھند ستبذل قصارى جھدھا لدعم مجھودات
الشعب الفلسطیني ضد فیروس الكورونا. التصریحات
الرسمیة تتحدث عن مجھود دیبلوماسي كبیر تُشرف
علیھ وزارة الخارجیة الفلسطینیة، إذ تنسّق مع
نظرائھا حول العالم كالصین وتركیا بشكل دائم بغایة الاستفادة من تجاربھم وإقناعھم بمزید دعم الشعب
الفلسطیني.
ھناك حالة یقظة كبیرة في فلسطین. تستوعب الأجھزة
الرسمیة في البلاد دقّة الوضع وخطورة الانفلات
ومغبّتھ إذا وقع، لذلك تُحكم قبضتھا على البلاد،
وتستنفر كلّ مقدّراتھا في سبیل جعل الحلم واقعا: أن
یستعید النّاس سالف حیاتھم، دون مواعید جدیدة مع
الموت، الكلّ في غنى عنھا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى