الشك هو الوهم . الوهم نسج من الخيال والخيال هو الانطباع الذي يتخذه الانسان في مسألة الشك ؛ اذن الشك هو عبارة عن مشاهدة فعلية ،او سماعية ، فيبدأ الخيال بتحليل المسألة الى عدة مسائل كلها تصب في معنى واحد هو الظن الذي يولد من خلاله البديهيات التنظيرية وحل المناظرات الخلافية التي تقع عادة بين مسلكين غايتهما واحدة . اذن الظن هو يولد الشك والشك يولد الوهم والوهم يولد الخيال ؛ والخيال يستخدم في الامور القبيحة لا الجيدة، عكس الامل فهو يستعمل في الامور الحسنة.
الظن ينقسم الى امرين : امر حسن وامر قبيح والمسالة التي نتحدث عنها هي القبيح .
ظن القبيحة هي التي يستعملها ابليس في امور الاغواء ولا يعرف او يفهم ابليس ان ظن لها امر حسن فلم يكتب له ان يستخدمه في حياته .
وظن الانسان في اخيه السوء، وظن الانسان ان الله لا يحبه كما يحب اخيه ، وظن الانسان ان الارض لن تزول ، وظن الانسان ان الامم لم تبدل ، وظن هولاء ان اؤلئك لن يدخلوا الجنة .
ولو تكلمنا في ظن القبيحة بتفاصيلها سيجد الانسان انه ظن بربه لن يدخله الجنة ، وهذا محال ولكن لشدة الفاجعة من استعمال ظن في الحياة اليومية .
اني ظننت فلان قد سرق المتجر . الانسان في طبيعته يستخدم ظن من دون وعي لها يذكر ، فهو قائلها ؛ ويسمعها الثاني من الاول فيبدا الشك يرسم خيوطه الواهمه فيرى في خياله كيف ذاك الانسان سرق المتجر فياخذه الانطباع عن عمليات السرقة التي راها من قبل في رسم تلك اللوحة على جدران ظن القبيحة .
قال تعالى : ( صدق ابليس ظن عليهم ) فلانسان لم يسرق ولم يزني ولم يتعلم السحر ولم يشرب الخمر ولم يقتل ولم يعق والديه ولم يشهد بالزور ولم يقترف ذنبا واحدا حتى ظن ابليس عليه اللعنة بظن القبيحة فصدق بتلك .
كيف صدق وهو من الكاذبين !؟ هنا عندما اكتشف ابليس ضعف ادم عليه السلام من خلال الوسوسه عرف انه سيسيطر عليه ويهلك ذريته من لم يتبع شريعة السماء ، فوجد الظن في تفكير ادم غلب على يقينه، فعندها اصبح ابليس يستبشر بالخير لافعاله الدنيئة ، فوقف وقال اني لا اظن اكثرهم شاكرين ؛ والشكر هو عمل المعروف بين الانسان واخيه وبين ماخلق الله فذلك يسمى الشكر ، اما الجزاء فهو ان تلقى كلمة تفرحك او تحزنك او عملا يقام لك او يهدم او اعطاء هدية لك او اخذ منك جزية فكل ذلك بالخير والشر يسمى جزاء .
فابليس كثير الظن بادم فيعمل من منظر واهم الى حقيقة ومن تلك الخيوط التي نسجها من الوهم يعطيها لاعوانه او اوليائه كي يلقوها للناس فتبدا المنافسة بين الخاطئين في جعل الافك حقيقة فينجحوا او يخسروا فانها تلك المسألة !؟ فان نجحوا خسر الانسان من قيمته ووضع اغلال ابليس على رقبته وان فشلوا فهم الاخسرين اعمالا .
تابعنا على