أخبارالسياسة والمقالات

الصبر على البلاء مع الأخذ بالأسباب

اسلام محمد

كما يعلم الجميع أنه ما من بلاء ولا مصيبة نزلت على الأرض إلا بذنب ولا ترفع إلا بتوبة

وأن المصائب المتنوعة التي تحل بهم في أبدانهم وأموالهم؛ سببها معصية الله تعالى، ومعصية رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛

إن البلاء لا يمكن دفعه والمصيبة لا يمكن رفعها إلا بالأخذ بالأسباب

1 فمن أسباب دفعِ البلاء ورفعِه الرجوعُ إلى الله تعالى، قال الله -عز و جل-: (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ

وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الأعراف:168]، وقال تعالى: (وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الزخرف:48]،

وقال تعالى: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [السجدة:21].

اعلان

فإذا أردنا النجاة فعليك
بالرجوع إلى الله وإلى طاعة الله واجتناب معصيته
من

أسباب دفع البلاء والمصائب – تقوى الله -عز وجل-، قال الله -عز وجل-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً

وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق:2]. وقال ابن الجوزي -رحمه الله

اعلان

تعالى-: من أراد دوام العافية فليتق الله.

2 ومن أسباب رفعِ المصائبِ التعرُّفُ إلى الله -عز وجل- في الرخاء، فقد أخرج الترمذي وغيره من حديث

ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: “احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك”، وفي

رواية: “احفظ الله تجده أمامك، تَعَرَّفْ إلى الله في الرخاء يعرفْك في الشدة”؛ ولهذا قال بعض السلف

رحمهم الله: من عرف الله في الرخاء عُرف في الشدة.

 

3 ومن أسباب دفع البلاء والمصائب التضرُّعُ إلى الله تعالى عند وقوع المصيبة، قال الله -عز وجل-:

(وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا

تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [الأنعام:42-43]، وقال سبحانه: (وَلَقَدْ

أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) [المؤمنون:76]، وقال سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ

مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ) [الأعراف:94]، وقال سبحانه: (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف:56].

4 ومن أسباب ذلك التوكلُ على الله -عز وجل-، وحقيقة التوكل تفويض الأمر إليه، مع فعل الأسباب

المشروعة والمباحة، والجزم بأن الله على كل شيء قدير، الذي له الخلق والأمر، والذي يقول للشيء: كن؛

فيكون، والذي ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن؛ فعلى المسلم دائما و أبدا أن يعلق قلبه بالله -عز وجل-

رغبة و رهبة، وخوفاً ورجاء، ومحبة، فمن توكل على الله كفاه ما أهمَّه من أمر دينه ودنياه: (وَمَن يَتَوَكَّلْ

عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) [الطلاق:3]، (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ

اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال:49].

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى