رق لكلب لفحه الظمأ فى قاحل الصحراء، فلما فاضت بنفسه الشفقة لمرآه، أخذته أقدامه للكلب بالماء، دنا منه يرويه فى رفق، شكر الرحمن له حين آنس منه بالكلب رحمة، فجعل الجنان الغناء مأواه، سبحانه كتب على نفسه أن يكون الفردوس للرحماء.
فليكن فى ضائقات الجوع بقلبك للفقير رحمة، يغمرك واسع الفضل بالرحمات، لا ترد سائلا ولو كنت فى شدة، لا تكوى بالأسعار إذا ما كنت تاجرا، وإذا ما زرعت وصنعت فليكن للمسكين منك قبسات، فالزكاة نماء تزكوا به القلوب والثروات.
أنفق كما قال نور العين محمدنا، أنفق ولا تخشى من ذى العرش إقلال، تَصَدَّق فإن لك فى الصدقة حين تقبر مؤنسا، تَصَدَّق فإن الفردوس للرحماء. فكل مالك يفنى والصدقات باقيات. فكل مالك يفنى والصدقات باقيات.