أخبار عربية

الفلسطينيون يترقبون مخرجات قمة القاهرة لإجهاض مخطط التهجير

كتب وجدي نعمان

يترقب أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، ما ستسفر عنه القمة العربية الطارئة حول فلسطين التي تستضيفها القاهرة، وذلك في ظل تحركات إسرائيلية تهدف لعودة العمليات العسكرية في غزة بعد تنصل حكومة الاحتلال الاسرائيلي من التزاماتها وتعهداتها في اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس.

ويرفض أبناء الشعب الفلسطيني مخطط التهجير الإسرائيلي ويتمسكون بأرضهم في غزة والضفة، أملا في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، رغم رفض الاحتلال الإسرائيلي الاعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة أو الجلوس على طاولة المفاوضات لإيجاد حل للأزمة المستمرة منذ أكثر من 70 عاما.
وفي غزة، أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الثلاثاء، أن إغلاق سلطات الاحتلال معبر كرم أبو سالم غير قانوني وغير إنساني ويفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.

وأوضح الإعلامي الحكومي في بيان، أن استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم يعمق أزمة المجاعة مع شح الإمدادات وانعدام البدائل، ويفاقم أزمة الوقود مما سيؤدي إلى توقف المستشفيات

وأضاف المكتب الإعلامي، أن 24 ألف مريض وجريح في غزة يحتاجون للعلاج خارج القطاع، مشيرا إلى أن منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية يعرض آلاف المرضى والجرحى لخطر الموت، مشددا على أن استمرار إغلاق المعبر يعني منع دخول المعدات والآليات الثقيلة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية ويبقي الشوارع مغلقة، ويعطل انتشال جثامين أكثر من 10 آلاف شهيد مازالوا تحت الأنقاض.

هذا وتواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي إغلاق المعابر، وتمنع دخول المساعدات الإنسانية لليوم الثالث على التوالي.
إلى ذلك، نشرت قناة “القاهرة الإخبارية”، الثلاثاء، تفاصيل الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، والتي سيتم عرضها على القادة والزعماء العرب في القمة الطارئة التي تستضيفها القاهرة اليوم، وتستند الخطة على الحفاظ على حقوق وكرامة الشعب الفلسطيني وحل الدولتين.

وتتضمن الخطة، تشكيل لجنة إدارة غزة لتتولى إدارة شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية “تكنوقراط” تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.

وشددت الخطة على أن لجنة إدارة غزة يجري تشكيلها خلال المرحلة الحالية تمهيدًا لتمكينها من العودة بشكل كامل للقطاع وإدارة المرحلة المقبلة بقرار فلسطيني، مشيرة إلى أن “مصر والأردن يعملان على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدا لنشرها في القطاع”.

وأدانت الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة قتل واستهداف المدنيين، ومستوى العنف غير المسبوق والمعاناة الإنسانية التي خلفتها الحرب على غزة، مؤكدة أن حل الدولتين هو الحل الأمثل من وجهة نظر المجتمع والقانون الدوليين، مؤكدة أن القطاع جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية.

وحثت الخطة المصرية على ضرورة مراعاة حقوق الشعب الفلسطيني وبقائه على أرضه دون تهجير، مطالبة بضرورة تكاتف المجتمع الدولي من منطلق إنساني قبل كل شيء لمعالجة الكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب، مشيرة إلى أن محاولة نزع الأمل في إقامة الدولة من الشعب الفلسطيني أو انتزاع أرضه منه لن تؤتي إلا بمزيد من الصراعات وعدم الاستقرار.

وطالبت الخطة المصرية، بضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مُشيرة إلى أن تنفيذ إعادة الإعمار يتطلب ترتيبات للحكم الانتقالي وتوفير الأمن بما يحافظ على آفاق حل الدولتين.

كما طالبت الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، المجتمع الدولي إيلاء اهتمامه لدعم جهود مصر وقطر والولايات المتحدة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أنه سيكون من أبرز آثار انهيار وقف إطلاق النار إعاقة الجهد الإنساني وعملية إعادة الإعمار.

وذكرت أن هناك أهمية كبيرة للعمل على مقترح تدريجي يُراعي الحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه، فضلًا عن ضرورة مراعاة حقه في تحقيق تطلعاته المشروعة بإقامة دولته مُتصلة الأراضي بقطاع غزة والضفة، مطالبة بضرورة التعاطي مع القطاع بأسلوب سياسي وقانوني يتسق مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن.

وطالبت الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة أيضًا بضرورة بدء التفكير في كيفية إدارة المرحلة المقبلة للتعافي المبكر بما يضمن الملكية الفلسطينية، وضرورة التعاطي مع القطاع بأسلوب سياسي وقانوني يتسق مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددة على أن هناك أهمية لاستمرار جهود السلطة الفلسطينية لاتخاذ مزيد من الخطوات لتطوير عمل المؤسسات والأجهزة الفلسطينية.

مقالات ذات صلة