د/أحمد مقلد
لقد أصبح الإرهاب في زماننا متعدد الأشكال ومتنوع في وسائله وأدواته للتنفيذ ، وله من المعاني المقترنة به مثل الخوف والعنف والرعب، وقد عَرف الدكتور: محمد عزيز شكري في كتابه “الإرهاب الدولي” تعريف الإرهاب بأنه ” هو أسلوب من أساليب الصراع الذي تقع فيه الضحايا الجزافية أو الرمزية كهدف عنف فعال، وتشترك هذه الضحايا الفعالة في خصائصها مع جماعة أو طبقة في خصائصها مما يشكل أساساً لانتقائها من أجل التضحية بها، ومن خلال الاستخدام السابق للعنف والتهديد الجدي بالعنف فإن أعضاء تلك الجماعة أو الطبقة الآخرين يوضعون في حالة من الخوف المزمن (الرهبة) هذه الجماعة أو الطبقة التي تم تقويض إحساس أعضائها بالأمن عن قصد، هي هدف الرهبة، وتعتبر التضحية بمن اتخذ هدفاً للعنف عملاً غير سوي أو زمن (وقت السلم مثلاً) أو مكان (في غير ميادين القتال) عملية التضحية أو عدم التقيد بقواعد القتال المقبولة في الحرب التقليدية، وانتهاك حرمة القواعد، هذا يخلق جمهوراً يقظاً خارج نطاق الرهبة، ويحتمل أن تشكل قطاعات من هذا الجمهور بدورها هدف الاستمالة الرئيسي، والقصد من هذا الأسلوب غير المباشر للقتال هو إما شل حركة هدف الرهبة وذلك من أجل إرباك أو إذعان، وإما لحشد أهداف من المطالب الثانوية (حكومة مثلاً) أو أهداف للفت الانتباه ..الخ”.
وأسمحوا لي أن أصف فهمي لهذا التعريف والذي وضح الآتي: –
• الإرهاب هو أسلوب من أساليب الصراع وينتج عنه ضحايا رمزية كهدف لهذا العنف.
• الضحايا المراد إرهابهم يشتركون داخل كيان أو مجال عمل أو جماعة لها مواصفات تميزها للاختيار كهدف.
• يتم وضع تلك المجموعة في حالة خوف مزمن (الرهبة) بهدف تقويض إحساس أعضائها بالأمن عن قصد.
• تنفيذ الهدف من الإرهاب عملاً غير سوي لكونه لم يتقيد بقواعد القتال المقبولة وأنتهك حرمة القواعد الأخلاقية.
• ويحتمل أن يتم محاولة الاستمالة لأعضاء تلك المجموعة كهدف رئيسي.
• الهدف من الأسلوب الغير مباشر للقتال هو شل حركة الهدف ومحاولة إرهابه ومحاولة إرباك أو إذعان المجموعة المراد إرهابها.
• وربما هدفه هو حشد أهداف ومطالب للفت الانتباه وبهدف إدخال تغييرات على الموقف الحالي.
والآن وقد وضحنا معني الإرهاب وما يرتبط به من محاولة استخدام القوة والعنف لمحاولة إرهاب مجموعة من الأفراد بهدف تحقيق مصالح مباشرة وغير مباشرة لهذا الهجوم وقد ظهر معني جديد لهذا الإرهاب والمرتبط باستغلال التكنولوجيا في غير هدفها الراقي لخدمة الإنسانية وقد ظهر هذا المفهوم في ظل تسارع المعارف التكنولوجية وتنوع مهارات وخبرات مستخدميها.
ومن باب التوضيح فإن الأعمال الإرهابية التي تتم باستخدام القرصنة الالكترونية تتم عن بعد، ويكون من الصعب تحديد مرتكبيها؛ وغالباً يكون فاعليها ممن فقدوا الاحترام لمعني قيمة الخصوصية فهم أشخاص فقدوا احترامهم لأنفسهم وباعوا ما يملكون من خبرات برمجية وقدرات معرفية راقية بتكنولوجيا البرمجيات والتي يمكن توظيفها في البناء واستغلالها بدلا عن ذلك في هدم الكيانات الكبرى والتربح من خلال جرائم الابتزاز للأفراد والجماعات والسرقة لمحتوي المعلومات وهناك كثير منا تعرض لهذا الأمر فهناك من تعرض لسرقة صفحات التواصل الإجتماعي وربما تعرض لفيروس يسرق محتويات جهاز الكمبيوتر ويقوم بتشفير محتوياته ويطالبك بمبالغ مالية لإسترداد تلك البيانات وهناك من يخترق خصوصية بياناتك الشخصية وخاصة مع المشاهير ويطالبهم بمبالغ مالية لمنع نشرها ، وهناك من يتعامل بمنطق التخريب وحذف البيانات واسقاط نظم البيانات.
ولكن تظل الجريمة باقية ومكتملة الأركان حيث أن هناك هدف لفرد أو مجموعة ويكون هناك من يعينهم على هذا الفعل الإجرامي ويقوموا باستغلال ثغرات أمنية وتقنية وربما يتم ذلك بمعاونة أخرين لتقديم بيانات داعمة لمن يقوم بالقرصنة الالكترونية وبعد العديد من المحاولات تقع الجريمة ويتم تحقيق الفعل من الجريمة وهو الحاق الضرر والأذى سواء للأفراد أو الكيانات الكبرى.
وكنموذج ناجح تعرض لهذه الجريمة كان الهجوم على (موقع جريدة الكنانة نيوز) بهدف قتل فرحة النجاح وثمرة التعب لمجموعة العمل وضياع بيانات المشاهدة والترتيب العالمي لتلك الجريدة، وقد تحقق ما أراد الفاعل من فعله مع هذا الكيان الراقي والمتميز بمن فيه من قامات إبداعية وأقلام هادفة وعقول راقية وإدارة متميزة تتيح المجال للإبداع والرقي والتقدم وتعطي الفرصة الكاملة لمن يريد النجاح. ومن باب الدعم وإعطاء الحق لمستحقيه ودون رياء ولا نفاق وليعلم الجميع ان العمل بهذه الجريدة تطوعي ولا يوجد عائد نقدي ولكن العائد الادبي من خلال نشر الفكر والابداع هو القيمة. لذا أقول لمن فعل ودبر وخطط وساعد لن يطول الزمان وتعود نسب المشاهدة والترتيب الراقي لجريدة الكنانة نيوز لسابق عهده بفضل تضافر المخلصين لهذا الأمر فكلنا داعمين لنجاح هذا الكيان الراقي وبأذن الله سيكون النجاح والرقي لهذا الكيان الراقي بتكوينه وادارته ومن ينتمون إليه.
ولا يزال قول الله باق في كتابه الكريم في سورة آل عمران الآية 119 (َإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ). وفي نهاية مقالي أود أن أوضح أن الرقي قيمة والنجاح سبيل والابداع هدف فمن أراد أن يرهب أو يخيف لعدم إكتمال البناء وعدم الوصول للقمة. فإن الفاشل هو من يضيع وقته لأذى الاخرين ولا يتيح لنفسه فرصة البناء بدعم المحيطين لكن من تذوق النجاح فلن يفقد طعمه لأنه عرفه وإدرك طريق الوصول اليه بينما الفاشل يضيع الوقت في تأمل التاريخ ووضع التصورات والخطط، وربما لا تدعم الفكر المستقبلي للتطوير ولكنها تقوم علي إعداد خطط للقضاء علي المحيطين ليظل هو الموجود في المضمار ويعطل مسيرة غيره. ولكن الله وعد المحسن بالثواب ووعد المسيء بالعقاب لذا لا مجال للإرهاب الفعلي والالكتروني ان ينال من قيمة النجاح واسباب الوصول اليه.