منوعات
الكتاتيب و منارة النور ومهد الأجيال الواعدة

كتب احمد الشبيتى
تمثل الكتاتيب في القرى نموذجًا تعليميًا أصيلًا يعكس التراث الإسلامي والعربي في حفظ وتعليم القرآن الكريم، وهو ما يسهم في بناء أجيال صالحة قادرة على النهوض بالمجتمعات. هؤلاء الأطفال الذين يجتهدون في حفظ كتاب الله هم مستقبل الأمة، وبهم تعلو القيم وتترسخ المبادئ التي تصنع نهضة حقيقية للأوطان.
أهمية دعم الكتاتيب
إن دعم الكتاتيب، سواء معنويًا أو ماديًا، مسؤولية جماعية يجب أن يتحملها الجميع، أفرادًا ومؤسسات، لأن هذه الأماكن ليست مجرد مقرات لحفظ القرآن الكريم، بل هي مصانع للعقول والقلوب النقية التي تنشأ على الأخلاق والتقوى وحب العلم. ويجب أن يكون هذا الدعم شاملًا من خلال:
تحسين بيئة التعلم داخل الكتاتيب وتوفير الوسائل التعليمية الحديثة.
تدريب المعلمين وتأهيلهم بأساليب تربوية حديثة تعزز من استيعاب الأطفال وفهمهم للقرآن الكريم.
إقامة دورات ولقاءات تشجيعية تحفز الأطفال وتكرم المتفوقين منهم، مما يخلق روح التنافس الإيجابي بينهم.
رفع الوعي المجتمعي بأهمية هذه المؤسسات، وحث الأهالي على تشجيع أبنائهم للالتحاق بها.
الكتاتيب.. أساس النهضة المجتمعية
ليس هناك أمة ارتقت إلا وكان القرآن الكريم جزءًا أساسيًا من بنيانها، فهو يرسخ في النفوس القيم النبيلة، ويجعل الإنسان قادرًا على التمييز بين الخير والشر، مما ينعكس على المجتمع كله في صورة أخلاق سامية وعلم نافع. لذا، فإن المحافظة على الكتاتيب ودعمها هو دعم لمستقبل الأجيال القادمة، وضمان لمجتمع أكثر وعيًا وتمسكًا بالقيم والمبادئ.
ختامًا
علينا جميعًا أن نكون عوامل بناء لهذه المؤسسات العريقة، وأن ندرك أن دعم الكتاتيب ليس خيارًا، بل واجبًا لضمان جيل قوي بالعقيدة والعلم، قادر على حمل راية الوطن والمضي به نحو مستقبل مشرق. فلنكن جميعًا يدًا واحدة في دعم هذه المنارات التعليمية، لأن بكتاب الله تعلو الأمم، وبالأخلاق تنهض المجتمعات.

