المجتمع الذكـــــوري .. ما المقصود فيــــــه؟
المهندس والكاتب عزام حدبا
سؤلت البارحة من قبل صديق.. ما المقصود بالمجتمع الذكوري؟ ولماذا كنت سلبيا في وصفه..
كأي مصطلح آخر يختلف المقصود من أي مصطلح بين كاتب وآخر والمفترض ان يساعد السياق على التوضيح.. هذه بضعة نقاط سريعة توضح رأيي في كل ما يختص بالموضوع.
1-الكيل بمكيالين
المجتمع الذكوري اقصد به كل مجتمع يحابي الذكر على حساب الأنثى في مواضيع الشرف والأخلاق والعفة وقد بينت هذا بوضوح خلال المقال.. لا يجب ان يكون هناك كيل بمكيالين في المسألة.
ولا يجوز ان يمدح المجتمع الرجل الذي يعدد العلاقات بطريقة غير شرعية ويصفه بكازانوفا زمانه في نفس الوقت الذين يدين فيه المرأة ويعتبرها ساقطة ان فعلت ذلك. والمؤسف ان الانثى نفسها هي اكبر المدافعين احيانا عن هذا الانفصام فهي تتغاضى عن كل اخطاء ابنها الذكر وتصب كل حممها على ابنتها المسكينة لمجرد خطأ بسيط.
2- تحميل المرأة حملا أكبر في حال الخطأ اعتراف منا بنضجها
في حال الوقوع في الخطيئة او انهيار اي زواج يحمل المجتمع المرأة مسؤولية اكبر من الرجل.. انا ضد هذا التمييز الا ان صاحبه اعتراف من المجتمع بأن هذا دليل على نضوج المرأة وعلى اعتبارها صمام أمان للأسرة.. لكن في الحقيقة ان شئنا الانصاف المرأة معرضة كالرجل تماما للوقوع في الخطأ.. وان كان هو ينجرف خلف الغريزة اكثر منها فهي ايضا تنجرف وراء عاطفتها اكثر منه فالوعي مطلوب من الطرفين والزلة متوقعة منهما ايضا بنفس القدر.
3- المجتمع الأبــــــوي يحتاج للاصلاح وللتطوير
لا خلاف ان المجتمع الابوي هو المجتمع المتعارف عليه في العالم كله اليوم فالطفل ينسب لأبيه.. والمرأة تحمل اسم زوجها.. صحيح ان الزواج مشاركة ولكن لا يمنع ان يكون الزوج هو ربان السفينة في حال هبت العواصف.. هذا شيء يحبه الرجل وترتاح له المرأة.. لكن في الوقت نفسه المجتمع تغير كليا بشكل يصعب فيه العودة للخلف.. فالمراة اليوم تتعلم مثلها مثل الرجل وهي تتوظف مثله.. فكيف يحتفظ الرجل بنفس الصلاحيات التي كان يتمتع بها حين كان المسؤول الوحيد عن مدخول الأسرة؟ وهل من العدل ان يعمل الرجل دواما واحدا في العمل ويعود ليرتاح في البيت في حين تعمل المرأة دوامين: واحد في العمل وآخر في المنزل؟
4- المجتمـــع المنفصــــــم
نحن نعيش اليوم في مجتمع مريض منفصم.. فلا نحن نتبنى طريقة الحياة التي تبناها اجدادنا ولا نستطيع في الوقت نفسه ان نقلد الغرب في كل مفصل من مفاصل حياته.. ينتج عن هذا الانفصام تأخر سن الزواج الى حد غير مقبول.. وازدياد حالات الطلاق والعنوسة والعلاقات غير الشرعية.. وقيام المرأة بدور الرجل الذي احتفظ مع ذلك بصلاحياته غير منقوصة وهو ما يحول حياتها الى جحيم.. المطلوب الخروج من هذا الانفصام بأسرع ما يمكن وتبني منهجية واضحة ومتجانسة بدلا من التلفيق المضر الذي نعيش فيه.. حان الوقت لحسم الخيارات.. والانتقال من مجتمع ذكوري الى مجتمع انساني