عندما تتعلم كيف تواجه، كيف تقتحم الصعاب، كيف تقتلع مكانتك في هذه الحياة، تلك المكانة التي عبثا ما بحثت عنها ولم تجدها لأن من حولك رفضوا هويتك، رفضوا اختلافك ، لكنك ستجدها وستجددها و ستركض نحو من رفضك دون أن تشعر بالنبذ ولا بالعار من نفسك
ستتشافى جميع جراحاتك ، خاصة منها جرح الرفض أو مايسمى النبذ
ستتشافى ، عندما تعترف ان التهرب من أبسط المشاكل، جبن وضعف ، بل وضاعة ، ستتعلم “كيفية السكنى” تسكن في جسدك شيئا فشيئا ، تغرق في أعماقه وتفهم داخله وأسراره ؛ عندما تتجذر فيك الكلمة وتعلم متى تصمت ومتى يحق لك التعبير والمواجهة
الوحدة ليست رغما عنك بل هي اختيارك الحر ، هكذا يجب أن يكون إنعزالك ، رغبة حرة وشجاعة في ان تحل مشاكلك بنفسك ودون مساعدة ؛ أن تكون فاعلا لا مفعولا به ؛ هكذا تتشافى من جرح التخلي لأنك ستشعر بإمتلائك رغم وحدتك ؛ ستكون مستقلا ، اثقالك واحمالك النفسية ستذوب وتخف شيئا فشيئا ، لم تعد متسولا ولا عبدا لإهتمام الآخرين ؛ بعد فترة من الزمن ، وبعد تتالي الدروس ستبني امانك الداخلي ولن تحتاج لحب أحد بل على العكس ستحب الآخر وتقبله كما هو ؛ ستذهب اليه فقط لتبادل الحديث، للفرح و الإبتسامة وليس حاجة منك للحب او المادة
بل على العكس لقد أصبحت غير محتاج لحب الآخر ، لمدحه ، لانك اكتشفت قدراتك العجيبة ، فأنت قادر على الفعل ، على الحركة ، على الإبداع ، على خلق الحياة لك
ستتشافى من جرح الإقصاء، عندما تتعلم ان تتلفظ بكلمة ” لاااا” ، عندما تستمع لرغباتك ، لمتطلباتك ، عندما تتوقف عن أذية نفسك بعلاقات عنيفة ، توكسك ، علاقات غير مجدية لن تنال منها سوى قلة التقدير الذاتي
لا تستهين بقيمتك الذاتية ، لأنك من خلالها ستصبح المرشد الروحي لبعض الأرواح التائهة ، لروحك انت ايضا ، من خلالها أيضا ستعرف معنى الحب الغير مشروط ، معنى التسامح ، معنى العون والصبر وغيرها من الفضائل
دكتورة فاطمه محمود