امانك الداخلى دكتورة فاطمه محمود

592

عندما تتعلم كيف تواجه، كيف تقتحم الصعاب، كيف تقتلع مكانتك في هذه الحياة، تلك المكانة التي عبثا ما بحثت عنها ولم تجدها لأن من حولك رفضوا هويتك، رفضوا اختلافك ، لكنك ستجدها وستجددها و ستركض نحو من رفضك دون أن تشعر بالنبذ ولا بالعار من نفسك
ستتشافى جميع جراحاتك ، خاصة منها جرح الرفض أو مايسمى النبذ

ستتشافى ، عندما تعترف ان التهرب من أبسط المشاكل، جبن وضعف ، بل وضاعة ، ستتعلم “كيفية السكنى” تسكن في جسدك شيئا فشيئا ، تغرق في أعماقه وتفهم داخله وأسراره ؛ عندما تتجذر فيك الكلمة وتعلم متى تصمت ومتى يحق لك التعبير والمواجهة

الوحدة ليست رغما عنك بل هي اختيارك الحر ، هكذا يجب أن يكون إنعزالك ، رغبة حرة وشجاعة في ان تحل مشاكلك بنفسك ودون مساعدة ؛ أن تكون فاعلا لا مفعولا به ؛ هكذا تتشافى من جرح التخلي لأنك ستشعر بإمتلائك رغم وحدتك ؛ ستكون مستقلا ، اثقالك واحمالك النفسية ستذوب وتخف شيئا فشيئا ، لم تعد متسولا ولا عبدا لإهتمام الآخرين ؛ بعد فترة من الزمن ، وبعد تتالي الدروس ستبني امانك الداخلي ولن تحتاج لحب أحد بل على العكس ستحب الآخر وتقبله كما هو ؛ ستذهب اليه فقط لتبادل الحديث، للفرح و الإبتسامة وليس حاجة منك للحب او المادة

بل على العكس لقد أصبحت غير محتاج لحب الآخر ، لمدحه ، لانك اكتشفت قدراتك العجيبة ، فأنت قادر على الفعل ، على الحركة ، على الإبداع ، على خلق الحياة لك

ستتشافى من جرح الإقصاء، عندما تتعلم ان تتلفظ بكلمة ” لاااا” ، عندما تستمع لرغباتك ، لمتطلباتك ، عندما تتوقف عن أذية نفسك بعلاقات عنيفة ، توكسك ، علاقات غير مجدية لن تنال منها سوى قلة التقدير الذاتي

لا تستهين بقيمتك الذاتية ، لأنك من خلالها ستصبح المرشد الروحي لبعض الأرواح التائهة ، لروحك انت ايضا ، من خلالها أيضا ستعرف معنى الحب الغير مشروط ، معنى التسامح ، معنى العون والصبر وغيرها من الفضائل

دكتورة فاطمه محمود