مستشارك القانونى

بين القانون والضمير من يحمي المجتمع من الانحراف

بقلم أحمد الشبيتى
في أيامنا الحالية، بنشوف ظواهر غريبة دخيلة على مجتمعنا، أفعال وتصرفات بعيدة عن قيمنا وأخلاقنا: معاكسات في الشارع، مضايقات للفتيات، سب وقذف على العلن والسوشيال ميديا، وتصوير الناس بدون إذن في مشاهد مهينة. سلوكيات لا تليق بمجتمع عرف عبر تاريخه بالحياء والاحترام والتكافل.
السؤال اللي يفرض نفسه: هل الردع بالقانون كافي لمواجهة الانحرافات دي؟
من الناحية القانونية، الدولة المصرية عندها ترسانة من القوانين الصارمة اللي بتجرّم التحرش، السب والقذف، وانتهاك الخصوصية. وفعلاً شفنا أحكام رادعة بتوصل للحبس والغرامات الكبيرة. وده بيأكد إن القانون موجود وفاعل. لكن، الحقيقة إن القانون وحده لا يكفي.
هنا ييجي دور المجتمع:
الأسرة: الأب والأم هم أول خط دفاع، بتربيتهم لأبنائهم على الاحترام والحياء، وبتوضيح الحلال والحرام.
المسجد والكنيسة: دور العبادة مش بس للصلاة، لكن كمان للتربية وغرس القيم والأخلاق. قال الله تعالى:
“وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا” [البقرة: 83].
المدرسة: مش مجرد مكان للتعليم الأكاديمي، لكنها مصنع الشخصية، وغرس الانضباط وحب الآخرين.
الإعلام: عليه مسئولية كبيرة في تقديم قدوة صالحة، بدل نشر التفاهة وتشويه وعي الشباب.
الخلاصة:
القانون بيردع، لكن الضمير هو اللي بيمنع. ولو ما تحركناش كلنا كأفراد ومؤسسات، هنلاقي نفسنا في مجتمع بيغلب عليه الفوضى، حتى مع وجود قوانين قوية.
وقد قال النبي ﷺ: “إنما بُعِثتُ لأتمم مكارم الأخلاق” [حديث صحيح].
الردع الحقيقي هو تربية جيل يخاف الله قبل ما يخاف القانون.

مقالات ذات صلة