المقالات والسياسه والادب
بين حب القلب وحسابات العقل كتبت/ د/شيماء صبحى

بين حب القلب وحسابات العقل
من واقع الحياه
اللي حصل؟
أنت راجل متجوز، وبتقول إنك مرتاح ومستقر في بيتك، لكن فجأة – ومن غير تخطيط – لقيت نفسك بتحب حد تاني، حب مش عادي، حب قلبك اتحرك له وأنت مش قادر تتخيل حياتك من غيره.
وهي عارفة إنك متجوز، وواضح إن بينكم قبول، وقرب في السن، وظروف متشابهة… يعني مفيش حاجة بتحصل من طرف واحد.
لكنك دلوقتي واقف عند مفترق طرق:
هل تخوض حرب الزواج التاني، وتهدّ كل استقرارك، علشان تمشي ورا الحب؟
ولا تمشي ورا العقل وتسيب الحلم دا في قلبك ويموت؟
تحليل شخصية الزوج العاشق:
أنت راجل مش طايش، والدليل إنك قاعد تحسبها وبتسأل، مش ماشي ورا رغبتك وبس.
حبك صادق وواضح إنك مكنتش بتدور عليه، هو اللي جه لك.
لكن فيه حاجه مهمه في شخصيتك: أنت بتميل للعاطفة، وممكن تضحي براحتك علشان تعيش إحساس حقيقي.
ودي حاجه حلوة، بس محتاجة وعي… لإن العاطفة لما تاخد الدور الأساسي وتبقى هي القائد، بتكسر كتير وراك.
هل الحب سبب كافي للجواز التاني؟
بصراحة؟
لأ.
الحب سبب مهم جدًا، بس لوحده مش كفاية علشان تبني عليه بيت تاني.
ليه؟
لأن الجواز التاني مش قصة رومانسية… دي حياة يومية، فيها:
مصاريف
مشكلات
مسئوليات جديدة
ضغط من الزوجة الأولى (أو حتى احتمالية خراب بيتك الأول)
ولادك اللي ممكن يتأذوا لو الأمور انفجرت
الجواز التاني من غير خطة واضحة ومبررات قوية (غير العاطفة)، بيكون مشروع فاشل بنسبة كبيرة.
مش معنى كده إنك تقتل حبك، بس لازم تديله مكانه الصح.
تجارب واقعية حوالينا؟
1. فلان حب وتجوّز التانية:
قال أنا مش قادر أعيش من غيرها، واتجوزها.
النتيجة؟ خسر مراته الأولى، ولاده بعدوا عنه، واللي حبها بدأت تشيل من دماغه لما شافت المشاكل زادت، وحبهم بقى خناقات.
2. حد تاني حب ووقف عند الحد:
قال أنا حبيت، واعترفت لنفسي بده، بس عندي بيت وأولاد وواجب.
قدر يتراجع بهدوء، والحب اللي جوه اتحوّل لذكرى جميلة، ومضى في حياته من غير ما يخسر حد.
3. تجربة وسط:
راجل اتجوز التانية، وحافظ على بيته الأول بالحكمة والتخطيط، وكان واضح من الأول، وصادق، وحط قواعد.
بس ده نادر، ومش بيتكرر بسهولة، وبيحتاج راجل من طراز خاص.
خطوات عملية لو كنت مصمم تمشي في الاتجاه ده:
1. اسأل نفسك: هو حب؟ ولا احتياج؟
هل أنت حبيت عشان في فراغ عاطفي؟ ولا هي فعلا إنسانة استثنائية؟
لو ناقصك احتواء، ممكن تشتغل على علاقتك بمراتك.
2. احسبها صح ماديًا ونفسيًا
هل تقدر تفتح بيتين؟
هل أولادك مش هيتأثروا؟
هل مراتك الأولى تستحق الألم ده؟
3. واجه نفسك بالحقيقة
هل الحب ده يفضل زي ما هو بعد الجواز؟ ولا هتكتشف إنك كنت متعلق بوهم؟
4. خد وقتك
المشاعر أولها نار، بس بعدين بتهدى.
استنى… اختبر حبك… واختبر مشاعرها… وشوف الأمور على المدى البعيد.
5. استشر شيخ – طبيب نفسي – صديق راجل حكيم
مش علشان ياخد القرار بدالك، بس علشان يساعدك تبص بزاوية تانية.
6. ابدأ بإصلاح علاقتك الحالية
ممكن تحب، وممكن تحس بميل، بس ده ميمنعكش إنك تدي لعيلتك اللي عندك حقهم الكامل…
والغالب لما بتحسّن علاقتك بمراتك، بيخف الاحتياج اللي خلق الحب التاني.
كلمة أخيرة:
الحب عمره ما كان حرام، بس التصرف بناء عليه محتاج عقل وميزان.
وأحيانًا بنحب حد أوي، بس مش لازم نكون ليه، ولا هو لينا.
ممكن تكون العلاقة دي جت في وقت غلط… أو ظروف غلط…
بس ده ميديشها الحق تكسر حاجة تانية صح.
فكر… استنى… صلى استخارة…
ولو كانت خير، ربنا هييسرها ليك من غير حرب.



