أخبار عربية

تصدع فى الائتلاف الحاكم جنوب السودان والاتحاد الأفريقي يدعو لضبط النفس ومحاسبة المسئولين

كتب وجدي نعمان

تتصاعد التوترات في دولة جنوب السودان، مع ترقب المجتمع الدولى، الذى أعرب عن قلقه الشديد من زيادة أعمال العنف، إذ تهدد الاشتباكات الأخيرة التي وقعت في ولاية أعالي النيل الشمالية الشرقية بين القوات المتحالفة مع الرئيس سلفا كير ونائبه الأول رياك مشار اتفاق تقاسم السلطة، الذى يبدو هشا للغاية الآن.

وكانت حكومة الوحدة بقيادة الرئيس سلفا كير، مع زعيم المتمردين السابق رياك مشار كنائب أول للرئيس، قد تشكلت في عام 2018، وجاء ذلك في أعقاب اتفاق سلام أنهى الحرب الأهلية التي استمرت خمس سنوات في البلاد والتي أودت بحياة ما يقرب من 400 ألف شخص.

وفى تطور للأحداث، دعا الجيش في جنوب السودان، الضباط العسكريون التابعين للحركة الشعبية في المعارضة بقيادة النائب الأول للرئيس رياك مشار، للعودة إلى العمل بعد تقارير تفيد بأن بعضهم اختبأوا في أعقاب الاشتباكات الأخيرة في مقاطعة ناصر بولاية أعالي النيل.

تأتي هذه الدعوة وسط تصاعد التوترات في جوبا وأجزاء أخرى من البلاد، بعد حادث عملية إجلاء الأمم المتحدة في محلية الناصر الجمعة، الذي قُتل فيه اللواء مجور داك، قائد الجيش في الناصر، وعدد من جنوده، كما قتل أحد أفراد طاقم الأمم المتحدة.

وكان الجيش وجهاز الأمن في جوبا، قد اعتقل جنرالات المعارضة على رأسهم الجنرال لام دوب، نائب رئيس أركان الجيش، فيما تم وضع جنرالات آخرون تحت الإقامة الجبرية، مع محاصرة مقر إقامة نائب الرئيس رياك مشار.

ومن جهته حث اللواء لول رواي كوانق، المتحدث باسم قوات دفاع شعب جنوب السودان، ضباط المعارضة المندمجين في قوات دفاع شعب جنوب السودان، على العودة إلى العمل، وفقا لراديو تمازج.

، واعترف بأن بعضهم اختبأوا بسبب التوترات المتصاعدة، لكنه أكد أن اشتباكات الناصر ليست مسئوليتهم.

وقال: “اكتشفنا أن بعض ضباط المعارضة الذين تم استيعابهم في قوات دفاع شعب جنوب السودان والقوات النظامية الأخرى كجزء من القيادة من المستوى الأول اختبأوا، والقيادة العسكرية تناشدهم بالعودة إلى العمل”.

وأكد أن جثمان قائد الجيش في الناصر اللواء مجور داك، نُقلت إلى جوبا لدفنه، وسيتم اتخاذ قرار في وقت لاحق عن مكان الدفن.

وكشف عن وفاة بعض الجنود في أثناء محاولتهم الهروب من الاشتباكات، على الرغم من أن أرقام الضحايا الرسمية لا تزال غير متوفرة.

وأعربت العديد من الجهات عن قلقها من التطورات المتسارعة التي تجرى في جوبا، إذ أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي المنتهية ولايته، السيد موسى فكي محمد، عن قلقه العميق إزاء تصاعد التوترات والاشتباكات في مقاطعة ناصر في ولاية أعالي النيل فى دولة جنوب السودان، والتي شملت هجومًا مميتًا على مروحية تابعة للأمم المتحدة، والعنف في غرب الاستوائية وغرب بحر الغزال، وكلها تهدد عملية السلام.

وأدان رئيس المفوضية بشدة هذا التصعيد العنيف، ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس إلى أقصى حد، ودعا السلطات إلى محاسبة مرتكبي العنف بشكل كامل واتخاذ التدابير السريعة لحماية المواطنين، وفقا لبيان رسمى من الاتحاد الإفريقى.

ودعا رئيس المفوضية إلى وقف فوري للأعمال العدائية، والالتزام بترتيبات وقف إطلاق النار، وحث الأطراف على الانخراط بشكل عاجل في حوار وطني.

ومن جهة أخرى، قالت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أونميس) إن مروحية تابعة للأمم المتحدة كانت تقوم بعملية إجلاء في منطقة ناصر، بولاية أعالي النيل، تعرضت لإطلاق نار مما أسفر عن مقتل أحد أفراد الطاقم وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة.

وأفادت البعثة بأن العديد من أفراد قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان، بما في ذلك جنرال مصاب، قتلوا أثناء محاولة البعثة إخراجهم من المنطقة، والتي تمت بناء على طلب جميع الأطراف.

وأوضحت البعثة أن الإخلاء كان جزءا من جهود أونميس للمساعدة في منع العنف في منطقة ناصر وتهدئة التوترات السياسية، في أعقاب الاشتباكات الأخيرة بين قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان والشباب المسلحين والتي تسببت في سقوط عدد كبير من الضحايا ونزوح المدنيين.

وقال رئيس البعثة، نيكولاس هايسوم: “الهجوم على أفراد بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أمر بغيض للغاية وقد يشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي. إننا نأسف بشدة للخسارة المأساوية لزميلنا ونعرب عن خالص تعازينا لأحبائه”.

وأعرب رئيس البعثة أيضا عن الأسف لمقتل أولئك الذين كانت البعثة تحاول إجلاءهم وخاصة بعد تلقي ضمانات بالمرور الآمن، مضيفا : “تحث بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان على إجراء تحقيق لتحديد المسؤولين ومحاسبتهم”.

ودعت البعثة جميع الجهات الفاعلة إلى الامتناع عن المزيد من العنف، كما دعت قادة البلاد إلى التدخل بشكل عاجل لحل التوترات من خلال الحوار وضمان عدم تدهور الوضع الأمني في ناصر، وعلى نطاق أوسع.

وأضافت أنه من الأهمية بمكان أن تلتزم الأطراف بالتزامها بالحفاظ على وقف إطلاق النار وحماية سلامة اتفاق السلام.

ومن جهتها أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، إصدار أوامر لموظفيها غير الأساسيين في دولة جنوب السودان للمغادرة بسبب المخاطر الأمنية.

وأضافت: “ندعو الأمريكيين إلى عدم السفر إلى دولة جنوب السودان بسبب الجريمة والاختطاف والصراع المسلح”.

وأوضحت أن الصراع المسلح في دولة جنوب السودان مستمر ويشمل القتال بين مختلف الجماعات السياسية والعرقية.

مقالات ذات صلة