أخبار عربية

 تفاصيل صادمة من داخل القيادة السورية حول سقوط الجولان و هل ذهب صلاح جديد ضحية القرار 242

كتب وجدي نعمان

أكد المعارض السوري لنظام الحكم السابق، محمود جديد، وهو أحد أقرباء صلاح جديد، أن الجولان سقط بسبب قرار خاطئ اتخذه حافظ الأسد دون الاستماع إلى قيادة صلاح جديد.

خيانة أم خطأ؟.. تفاصيل صادمة من داخل القيادة السورية حول سقوط الجولان

وأضاف خلال حديثه في برنامج “قصارى القول” مع سلام مسافر على قناة “RT عربية”: “في حرب 1967، كنا نعتمد على الفرقة الخامسة المتمركزة في جنوب سوريا، في منطقتي حوران وجبل العرب. كنا قادرين في هذه الفرقة على تحريك قواتنا هناك. حينها وصلتني من الفرقة رسالة موجهة إلى صلاح جديد، الذي قرأها وهز رأسه قائلاً: ‘سامحهم الله، هل سينتظروننا حتى نصدر قراراتنا؟’ لأنهم كانوا يرغبون في إصدار قرارات ثم التنفيذ”. وأوضح جديد: “لو أنهم تحركوا لكانوا أجهضوا خطط حافظ الأسد”.

وتابع جديد: “كنت في الجيش وبركن الحرب، وفي تلك الفترة كنت قائد كتيبة عندما حدث العدوان في الخامس من حزيران/يونيو، ووقعت الهزيمة على الجبهتين المصرية والأردنية. كانت الجبهة السورية هي الوحيدة المتبقية. في مساء الثامن من حزيران/يونيو، لم يكن هناك على الجبهة السورية سوى غارات جوية على المطارات ووسائل الدفاع الجوي”.

وأوضح أن “الجبهة القريبة من سفوح جبل الشيخ كانت مقسمة إلى ثلاثة قطاعات: شمالي وأوسط وجنوبي. العدو الإسرائيلي ركز جهده الرئيسي للهجوم على القطاع الشمالي، وتم الدفاع بشكل مستميت في منطقة تل العزيزات وتل الفقار. سرية المشاة تمكنت من إيقاف لواء الجولاني، مما دفع العدو لاستدعاء الطيران لقصف وحدات المضادة للدبابات الموجودة، وتم اختراق الموضع الأول بحوالي خمسة كيلومترات في عمق الدفاعات”.

وأردف: “وصلت كتيبتنا إلى تلال أبو الندى الموجودة جنوب غرب القنيطرة. وفي ذلك الوقت، أبلغ اللواء المتمركز على التلال المشرفة على مسعدة قيادة الجبهة وعمليات الجيش بأن العدو أصبح في شمال غرب القنيطرة، مما يعني أن الجبهة قد طوقت. بعد ذلك، صدر قرار الانسحاب المشؤوم من قبل رئيس الأركان على الأرض”.

وأضاف جديد أن “العمليات العسكرية كانت تحت إشراف وزير الدفاع حافظ الأسد، ومعه ألوية من ضباط مؤهلين يحملون شهادات من أكاديمية فرونزي في الاتحاد السوفيتي. وبعد أن تم الاختراق، كان اللواء 70، الأفضل في الجيش السوري بقيادة عزت جديد، متمركزاً في شرق منطقة القنيطرة. وجاء قرار وزارة الدفاع بالانسحاب من المعركة”.

وتابع: “بعد ذلك، عُقد مؤتمر يتعلق ببناء الأركان العامة في عمليات الجيش على مستوى قادة الكتائب. تم فيه نقد وتحليل الهزيمة، وسمعت رئيس أركان اللواء ممدوح عبارة يقول إنه قدم لوزير الدفاع معلومات خاطئة عن الاختراقات في أرض الميدان، مما أدى إلى وقوع الكارثة والانسحاب”.

وأوضح جديد أن “هذه الأخطاء تدل على أنه كان من المفترض أن يتأكد العقيد عبّارة، من خلال فصيل الاستطلاع الموجود لديه، من تقدم دبابات العدو. كما كان هناك ضعف في التنسيق والتعاون بين الوحدات العليا للجيش السوري في ذلك الوقت، حيث كان ينبغي أن يكون هناك تنسيق بين عبّارة واللواء الذي يدافع أمامه. لو كانت هذه الوحدات قد اخترقت هذا الخط الدفاعي، لكان من المفترض أن يعرف ممدوح عبارة بذلك”.

وأكد جديد أن “البيان رقم ستين صدر بعد سقوط الجولان بالفعل وليس قبل سقوطه. وبسبب إقصاء صلاح جديد من المقر وموقع القيادة الذي كان يتواجد فيه حافظ الأسد مع معاونيه، وقعت الكارثة. كان صلاح يرى أن اللواء السبعين المدرع، مع أفواج المدفعية المضادة للدبابات والمدفعي الميداني والهندسي وكتائب الإمداد الإضافية، كان قادراً على الاستمرار في القتال والدفاع”.

وأوضح جديد: “بعد ذلك، صدر قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار على الجبهات الثلاثة، وتدخل الاتحاد السوفيتي للضغط على سوريا لقبوله. ثم وصلت برقية من الرئيس جمال عبد الناصر يطلب فيها المحافظة على الجيش السوري “العزيز”، كما قال. وعندما زاره الدكتور إبراهيم ماخوس لاحقاً، قال له عبد الناصر: ‘لقد هزمنا، يجب ألا تتورطوا في حرب لن تؤدي إلى نتيجة'”.

و أكد المعارض السوري لنظام الحكم السابق محمود جديد أن حزب البعث انحرف عن مساره منذ عام 1970 عندما تراجع عن مقررات مؤتمره العاشر الاستثنائي ورفض تنفيذها، واعتقل القيادة الشرعية للحزب.

وقال جديد، خلال حديثه في برنامج “قصارى القول التوثيقية ” مع سلام مسافر :
“بعد هزيمة الخامس من حزيران عام 1967، وخلال اجتماع القيادتين القطرية والقومية لحزب البعث لمناقشة تلك الهزيمة، طرح صلاح جديد تغيير القيادة العسكرية سواء كانت منتصرة أو مهزومة، حيث أن القيادة المنتصرة ستتحول إلى دكتاتورية، بينما ستكون المنهزمة عاجزة عن إعادة بناء جيش جديد. ولكن الاقتراح سقط بصوت واحد”.
وأوضح :
“عندما أدرك صلاح الجديد أنه لا مفر من اقدام حافظ الأسد على انقلابه، بدأ يمدد فترة انعقاد المؤتمر حتى يرحّل أعضاء القيادة القومية من سوريا إلى لبنان، وبالفعل رحلوا لكن هناك
جرى اختطاف بعضهم من قبل المخابرات السورية”، مضيفا “وعندما أصر صلاح جديد على طرح مقررات المؤتمر العاشر الاستثنائي التي أقرت تغيير وزير الدفاع ورئيس الأركان، عندها بدأ الأسد في تنفيذ انقلابه واعتقل صلاح جديد”.
 
وأردف محمود جديد “خلال هذه الفترة زار سفير الاتحاد السوفيتي آنذاك صلاح جديد وعرض عليه القبول بالقرار 242 والإقامة في موسكو، لكن جديد رفض ذلك، إلا أن هذا القرار تم الاعتراف به من قبل حافظ الأسد ببنوده بعد الانقلاب مباشرة؛ وفي اجتماع المؤتمر العاشر الاستثنائي، كانوا يحاول المزايدة لتغطية توجهاته الحقيقية “.

مقالات ذات صلة