منذ عام وعدة أشهر تم اعلان هدنة مفتوحة بين طرف سلطة صنعاء وطرف التحالف السعودي وحكومة الفنادق اليمنية.
جرى تمديد الهدنة عدة مرات وكان آخرها الحراك السياسي الذي تم في الأشهر الماضية وتكلل في شهر رمضان الفائت بزيارة وفد سعودي وعماني لصنعاء وعقد عدة مباحثات كان من نتائجها صفقة تبادل الأسرى بين الطرفين تمت في أواخر شهر رمضان المبارك، على ان يتم تنفيذ مرحلة تبادل للأسرى ثانية بعد عيد الفطر كما تم الإعلان عنه.
لكن هاهو شهر شوال ينقضي ويرحل عنا ولم نسمع حتى مجرد حديث عن تحركات لتحريك هذا الملف.
حقيقة ملف الأسرى مثله مثل باقي الملفات الإنسانية والاقتصادية والسياسية الأخرى والذي حسب البيانات والتصريحات الصادرة عن مسؤولي الطرفين أن استمرار الهدنة وتمديدها كان على أساس وعود قدمتها السعودية بإنجاز مراحل أخرى لتبادل الأسرى وتوسيع وجهات وعدد الرحلات من وإلى مطار صنعاء ورفع كامل للقيود عن ميناء الحديدة وتحقيق تسوية مرحلية لآلية صرف رواتب الموظفين المنقطعة منذ سبع سنوات ووعود أخرى، لكن المتابع يلاحظ أنه لم يتم تحقيق اي تقدم ملموس في أي جانب مما تم الاتفاق عليه، بل بالعكس استفادت دول التحالف من خلال تأمين ممرات الإمدادات النفطية وعدم تعرضها للخطر لتقوم بزيادة شحنات النفط المصدر للغرب مستفيدة من عائدات الزيادة في اسعار النفط المرتفعة بسبب الحرب االأوكرانية.
خطابي موجه لسلطة صنعاء ماذا تعني الهدنة في مناطقكم من منظور مواطنيكم.
الهدنة تعني من نظر مواطنيكم وحديث الشارع ما يلي.
أولا أنه بسبب الهدنة فسلطتكم تعيش حالة استقرار وهذا يتطلب المزيد من الجهد لتحسين الخدمات ومكافحة الفساد وتجفيف منابعة وتحسين الحالة الاقتصادية.
ثانيا الهدنة تعني وجود ثمن يجب ان يترتب عليه الوفاء بوعود التحالف بتيسير آلية صرف المرتبات ويمكنكم متابعة الشائعات التي تتردد مابين أنكم معرقل لتسليم المرتبات أو اتفقتم مع التحالف للتهدئة وأنتم لا تلتزمون بالتسليم وهذا رأي يروج للتآمر الجمعي.
ثالثا الهدنة من نظر الشارع تعني ايقاف نفقات الجبهات التي كانت تستنزف ايرادات البلد وبالتالي يجب ان تتحول تلك الايرادات الخاصة بالجبهات الى الجهات المدنية وطبعا يقوم التيار المعادي المندس في أوساطكم بتهويل المبالغ المتحصلة من الايرادات وتضخيمها وتحميلكم مسؤلية معاناة الشعب.
رابعا بما أنكم في هدنة وتمددون فهذا يعني استمرار وصول ناقلات الغاز المنزلي من حقول الغاز بانتظام لأنه ملك الشعب ومن حقول الشعب وأن قصة الغاز المستورد يرى الكثير انها غير صحيحة بل يتهمكم الكثير حتى من أنصاركم بأنكم تتاجرون في هذا القطاع وهذا يستلزم توضيح تفصيليا من قبل الجهات المختصة يوضح حقيقة أزمة الغاز المنزلي الحاصلة وأسبابها.
خامسا الصديق قبل العدو بدا يفكر ويسأل ما هو ثمن كل هذه التمديدات للهدنة إذا كان الشعب لم ير آثارها او يلمس نتائجها ويجهل حقيقة ما تم الإتفاق والتفاهم بشأنه، وماهي مخرجاته.
سادسا العدو استطاع أن يجعلكم تبتلعون الطعم بالموافقة على الهدنة وتمديدها بشكل يراه الجميع مجانيا بينما تتحرك الماكنة الدعائية والاعلامية داخليا وخارجيا له بتحميلكم كل المسؤولية عن كل الأحداث كبيرها وصغيرها وفي كل المجالات ولا أخفيكم ان هذه الدعاية نالت رواجا في أوساط الكثير من حاضنتكم الشعبية وقاعدتكم الجماهيرية وأن نسبة المؤيدين تقل وترتفع نسبة المشككين والمدارسهم.
سابعا ابقاءكم على حقيقة ماتم التفاهم والتوافق عليه في منطقة ضبابية مجهولة الحقائق وعدم مصارحة الشعب بكل جديد وإحاطة الأمور بحالة من الغموض فتحت المجال للتكهنات والأراجيف المغرضة والدعايات المعادية والمسيئة والحقيقة أن الشعوب لا تؤمن بالأقوال المنمقة ولا الشعارات الرنانة بقدر إيمانها بالاحداث الواقعية والملموسة التي يستشعرها الجميع في أمورهم اليومية ومحيط مداركهم.
ثامنا يقدم الشارع تساؤلات كثيرة أهمها
ما هو ثمن تضحياتنا الكبيرة وقوافل الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين والأسرى ، وهل ذهبت هباء كما يروج الأعداء وهم ينظرون الى استمرار هدنة وحالة أمن ورخاء تنعم بها دول التحالف دون ان يجني الشعب او يلمس ثمرة واحدة من ثمار صبره وثباته وتحياتي.
ختاما إن أي ذو لُبٍ رشيد عندما يرى ما يراه الشعب سيستدرك واقعه ويهب من غفوته ويعالج ما وقع فيه من أخطاء قبل أن يسبق السيف العذل.