سعينا نحو تحقيق أهدافنا فى الحياة لن يكون أبداً في خط مستقيم، بل إن طريقك سيكون وعراً فسوف تصعد ثم تهبط قليلاً أو قد تخطو خطوتان للأمام ثم تتراجع خطوة للخلف، وفي هذا إيقاع جيد متناغم فليس هناك إيقاع متصاعد في خط مستقيم، ومع هذا فقد يشعر بعض الناس بالإحباط عندما يتراجع للخلف ويشعرون بأنهم فشلوا ولكنهم لم يفشلوا، وكل ما في الأمر أنهم يسيرون في تناغم مع الإيقاع الطبيعي مثل السلم الموسيقي وهذا سيدفعنا للنجاح والتقدم، وبمجرد فهمنا لهذا الإيقاع يصبح بالإمكان أن نعمل معه لا ضده، ويصبح بإمكاننا أن نخطط للخطوة التي سنخطوها للخلف. فالأشخاص المتفائلون دائماً يخططون للتجديد فإنهم علي علم بأن طاقتهم قابلة للنفاذ وفي علم الفيزياء قانون الانتروبيا الذي ينص علي أن جميع الأنظمة التي تُترَك وحدها دون عناية سوف تفقد طاقتها وإذا لم يتم ضخ الطاقة في النظام فإنه سوف ينهار، أما المتشائمون فلا يخططون للتجديد لأنهم لا يرون ضرورة لهذا، فإنهم لا يشعرون بالأمل عندما لا يكون العالم مثالياًّ وهم يرون أن الخطوة للخلف تعني شيئاً سلبياًّ في حياتهم، أما المتفائل فيعلم أن هناك صعود وهبوط، ولهذا فهو لا يخاف ولا يصاب بالإحباط حينما يحدث هذا الهبوط ويعد طرقاً جديدة للتعامل معه. فكل منا بإمكانه أن يخطط لحالات التراجع حيث يمكنك أن تتنبأ مقدماً إلي تقويمك وتحدد وقتاً للتجديد وإعادة النشاط وشحن الطاقة، حتي وإن كنت في حالة معنوية مرتفعة من الذكاء أن تعد لعملية تجديد، فإذا فكرت في أنك كبرت علي فعل شيء تريد أن تفعله فلتعلم أنك الآن تستمع إلي صوت التشاؤم بداخلك وليس صوت الواقع، فلتعدّ حوارك مع هذا الصوت ولتذكره بالأشخاص الذين بدأو حياتهم من جديد في أي عمر أرادوه، فليس هناك من يهتم بعمرك غيرك ، والناس لا تهتم إلا بما يمكن أن تفعله وبإمكانك أن تفعل أي شيء في أي عمر. وتشير كثير من الأبحاث أن التقدم في العمر ليس هو ما يجعل العقل أقل نشاطاً وإنما السبب في ذلك هو عدم إستخدام المخ. فعدم إستخدام المخ هو السبب الحقيقي في السلبية الذهنية وفقدان الذاكرة. فالمخ مثل العضلة في ذراعك إذا استخدمتها أصبحت قويا وسريعا وإن اهملتها أصبحت ضعيفاً وبطيئاً، فأي شيء يمثل تحدياً عقلياًّ يمكن أن يكون كالمثير الذي يعمل علي زيادة الإحتياطي المنطقي للمخ. أي أنه يمكنك أن تجعل نفسك أكثر ذكاءاً، وسع عقلك من خلال التفكير والتفكر، ونمه من خلال القراءة والإطلاع، وسوف يجلب لك حب الحياة والذي يزدهر في ظل الحقيقة والفهم فالنشاط الذهني يجعلك تشعر بحيوية دائمة، أما إذا فقدت التحديات الذهنية فإن حياتك نفسها سوف تذبل كالزهرة التي لم نرعاها بالماء، لا تستمع إلي ذلك الصوت بداخلك الذي يتحدث عن العمر أو مستوي ذكائك أو تاريخ حياتك أو شيء يجعلك تتباطأ في تحقيق أهدافك وأحلامك. لا تنخدع فبإمكانك أن تبدأ الآن حياة جديدة ذات مستوي متقدم من التحفيز والإثارة من خلال زيادة التحديات التي تعرضها علي ذهنك.