أخبارالسياسة والمقالات

جوهر الهوية المصرية

بقلم د.محسن قاسم 

الهوية : “كيان الإنسان وذاته وجوهره وحقيقته من حيث اسمه وجنسه ومولده وعمله وثقافته وانتمائه ، أي هوية الإنسان تعني كينونته ووجوده ، وثوابته التي يؤمن بها من قيم وأعراف ومعتقدات ، ويمكن أن يُسْتَدَل عليها من خلال أسلوب حديثه وألفاظه التي يستخدمها في موقف ما، للتعبير عن أفكاره وتقديم ذاته والإفصاح عن شخصيته التي هي كيانه وثقافته.
وتستند الشخصية المصرية إلي الطابع القومي ، من حيث كونها تمتلك أكثر السمات شيوعاً ، والتي تنطبق في كثير من الأحوال علي عموم أفراد المجتمع المصري ، وتتميز بتوافر حد أدني من التشابهه في عمليات التكيف الأساسية التي تتم بين أبناء القومية الواحدة نتيجة لتوفر درجة من التشابه في شروط البيئة ، تتضاءل أحياناً وتتضخم أحياناً أخري تبعاً لمجموعة العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والسيكولوجية ، والجغرافية.
و الإنسان المصري يتمتع بخصوصية نفسية ، لأنه يتكون من عجين تتمازج فيها مكونات كثيرة متنافرة ومتناغمة ، متقاربة ومتباينة ، تاريخ وحضارة ، سياسة وعلاقات داخلية وعربية، طريقة خاصة في التعبير، من لغة الجسد، والتلويح بالأيدي، وطريقة الكلام، الطيبة والسماحة، الغلظة والفظاظة، التوتر الذي كاد أو بالفعل أصبح عادة ، فقدان الأمن والأمان، التشتت والضياع ، الأصول والثوابت ، القيم والمحبة ….إلخ

ومن أجل الصفات المميزة للشخصية المصرية عبر عصور التاريخ وحتى وقتنا الحالي هي التدين:حيث يضرب الدين جذوره في أعماق شخصية المصري منذ فجر التاريخ وحتي يومنا هذا ، فالحضارة المصرية بفلسفتها في البعث وإخضاعها الحياة الدنيا لتصل بالعلم والفن والفكر إلي أعتاب الحياة الآخرة كانت المثال الأول لإيمان إنسان مصر بالبعث والحساب، فما كانت الحياة في يقين المصري سوي جسراً يَعْبُره إلي حياة الخلود .

إن سمة التدين التي طبعت عليها الشخصية المصرية ساهمت في اكتساب الروح الوطنية ، والتاريخ يحفل بدلائل كثيرة ، منها مقاومة المصريين حملات الغزو الخارجية ، كالتصدي لغزو الهكسوس، والحملات الصليبية ، ومقاومة الاحتلال الفرنسي والإنجليزي، وخوض المعارك من أجل حماية الوطن واسترداد أراضيه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى