المقالات والسياسه والادب

حارة جعيجر

نادية ماتت

حارة جعيجر
نادية ماتت
بقلم : محمد فتحي شعبان
صباح الخير
اليوم لم افتح الدكان مبكرا كعادتي ، صليت الفجر معهم ثم تركت الجميع وعدت إلي منزلي ، أعدت كوباية شاي وصعدت إلي سطح البيت اتابع شروق الشمس ، هذه عادتي عندما أكون مهموما النظر إلي السماء …كان الليل ينسحب والشمس تغزو الدنيا معلنة انتصارها ، أري أهل الحارة من فوق السطح لكني لا أهتم لأحد اتابع شرب الشاي واشعل سيجارة .
قبل الظهر بقليل ذهبت إلي الدكان …كان عبده المنفي قد ذهب وكذا البت بسة لملمت فرشتها وذهبت ، زهور أيضا ذهبت …لكن ها هي تمر امامي مسرعة لا أدري إلي اين ، بعد قليل تمر اختها …لم أرغب في الاستفسار عن شىء ، كنت اريد بعض الهدوء …جلست داخل المحل اتابع المارة في صمت .
مرت أم صالح ترتدي السواد كانت تلقي بنظراتها إلي المحل ، قمت إليها مفزوعا …الدموع تملأ عينيها ، أخبرتني أن نادية ماتت ، أغلقت الدكان ثم ذهبت خلفها إلي المستشفي ، وجدت عبده المنفي وزوجته هناك ، كانت زهور واختها وزوجة عبده عند نادية في غرفتها ، ثم ذهبوا بها إلي ثلاجة الموتى ، غسلتها أم صالح .
في المساء أقمنا سرادق بسيط للعزاء فلم يكن لها أحد ، طوال وجودها بيننا لم نعرف لها أهل ، وقف أهل الحارة يعزي بعضهم بعضا ، بعد انتهاء العزاء أصر عبده علي اصطحابي إلي المقهي ، زيزة تقف أمام فاترينة السندتشات ترتدي السواد ، أشعر أن الجميع حزين علي نادية …طلب عبده كوبايتين شاي وطلب شيشة .
في صباح اليوم الثاني كان كل شىء يسير بطبيعته ، جلست إلي جوار عبده ، كان منشغلا بالبيع …كان عبده يصر دوما علي أن يزوجنى وفي كل مرة اضحك ، أخبره أني أريد الزواج من زهور وام صالح والبت بسة ..( شوفلي حل بقي و جوزني التلاتة ) يضحك واضحك وينتهي الأمر .
صارت ام صالح أجمل وهي ترتدي الأسود ، رغم انه يخفي تفاصيل جسدها لكنه يبرز جمال وجهها ، جاءت إلي تريد شراء أشياء لها ، سألتها فجأة ما اسمك نظرت إلي مندهشة قلت أريد اسمك الحقيقي ردت( فايزة ) ، حاولت جرجرتها إلي الحديث لكني تركتني ومضت .
في المساء كان خبر موت سعيد الأقطش يهز الحارة ، مات بلا أي مقدمات لم يكن مريضا ، ذهبت مسرعا إلي بيته وجدت عبده هناك …كان يبكي ، لم يكن له احد هو الآخر …الموت يقتنص الغرباء ، بعد موت سعيد صار بداخلي إصرار علي الزواج حتي لا أكون غريبا .
قد يكون رسمًا توضيحيًا
أعجبني

تعليق
إرسال

مقالات ذات صلة