المقالات والسياسه والادب

حديثُ الرُّوح

حديثُ الرُّوح

بقلم سليمة مالكي 

نـور القـمر 

 

  بيوم كغيره

لا عادي ولا كئيب 

خرجت منِّي الرُّوح

وقطعَتْ حبل الوريد…

ضاقت أنفاسي وغصّت

وقالت:

 «لِمَ الوجع هذه المرة شديد؟!»

أجبتها: «لا أدري… الروح غادرت ونفدت الوعيد!»

 

نطق قلبي وقال:

«لا يحق لها ذلك فكلنا مريض…

نتآزر ونصبر ونكون

 بقوة الحديد…»

 

تدَّخَل عقلي وقال: 

«هذا عبثٌ ودلالٌ غريب!»

كيف تغادر الروح من غير إذن

 ولا تُسمعنا صوتًا ولا نحيبْ ؟

وأنتِ ! ماذا فعلتِ لها لتتركنا وتغيب؟

 

أدرت ظهري لهم دون أن أجيب.

بحثت عن روحي فإذا بها عادت واستقرت بصمت رهيب.

سألتها بنبرة المعاتب:

«أتظنين أني سَأعيش بدونك؟

 أو أن عمري يزيد؟

هل تحلو الحياة للجسد والروح تبيد؟

كيف هنتُ عليكِ وبترتِ الوريد؟»

 

لم تكوني يومًا بهذه القسوة 

 ترحلين دون وداع ولا حتى خصام أو كلام عنيد…

ليتك فعلتِ: كسرتِ….. حطّمتِ، وما سكتتِ…..

«ما بكِ؟ قولي… أجيبي.»

 

سكنت الروح دون حراك، تنهدت بعمق، زفرت بعدها ولم تقل شيئا..

استدارت وأشاحت بوجهها بعيدًا لألمح بظهرها كسورًا بلون الصديد وجروحًا تنزف والروح تفيض…

عرفت يومها أن الأمر شديد، وأن الروح تعاني، وأن الضرر كان بعمق سحيق.

 

الروح كطير يحلّق في عمقنا يجبر ويداوي يحب ويتجاوز، يحنو ويريد .

 نقية هي وصافية

لكن الظلام هذه المرة كان كبير اقترب منها وأذاها.

حاولتْ و قاومَتْ، ثم استسلمت له كانت تظن أنها ستنقذه لكنه كسرها ورحل.

عانقتها بقوة، وحاولت أن أجعلها تطمئن وتستعيد الأمان لكن الجرح كان عميقًا ولا يزال ينزف أتمسك بخيط نور رفيع جدا ألمح

 قادما من بعيد لعَلَّنَا ننجُو .

مقالات ذات صلة