حرب إقليمية بين إسرائيل وإيران تهدد بحرق الإقليم
كتب وجدي نعمان
تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدا بين إسرائيل وإيران في ظل حالة التصعيد العسكري التي يقودها جيش الاحتلال الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة لا سيما قطاع غزة والتخطيط لاجتياح بري شامل لعشرات القرى بالجنوب اللبناني مع تكثيف القصف الجوي على الضاحية الجنوبية.
ومع تجاوز جيش الاحتلال الاسرائيلي للخطوط الحمراء باغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خلال حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد وتصفية قيادات وازنة في الحرس الثوري، ما دفع الجانب الإيراني للرد على التجاوزات الإسرائيلية باستهداف حلفاء طهران في الإقليم.
وقال الحرس الثورى الإيراني فى بيان، مساء الثلاثاء، إنه تم “استهداف عمق الأراضى المحتلة ردًا على استشهاد الشهيد اسماعيل هنية وحسن نصر الله عباس نيلفروشان.”
وأضاف الحرس الثورى فى بيانه: “إذا رد الكيان الصهيونى على العمليات الإيرانية، فإنه سيواجه هجمات ساحقة”.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى، رصد صواريخ تم إطلاقها من إيران، قائلًا فى بيان أن “جميع المدنيين الإسرائيليين فى الملاجئ فى ظل إطلاق الصواريخ من إيران على إسرائيل”، وأن قيادة الجبهة الداخلية وزعت، فى الدقائق الأخيرة، إرشادات للنجاة فى أجزاء مختلفة من إسرائيل، مناشدة الإسرائيليين بعدم الخروج من الملاجئ حتى إشعار آخر، مؤكدا غلق المجال الجوي بشكل كامل بعض القصف الإيراني.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلى أن هناك دوى انفجار فى منطقة تل أبيب، فيما قدرت وسائل إعلام عبرية الدفعة الأولى بـ 200 صاروخا، وكشفت فى الوقت نفسه عن دوى صافرات الإنذار فى القدس المحتلة.
فيما رصدت عدسات النشطاء الفلسطينيين في غزة والمستوطنين في تل ابيب والقدس الصواريخ الإيرانية الباليستية التي استهدفت قواعد عسكرية اسرائيلية بشكل مباشر.
بدورها أعلنت سلطة مطارات إسرائيل، عدم السماح بإقلاع أو وصول أى طائرة فى كافة المطارات الإسرائيلية، وأفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلى، بتوقف عمليات الإقلاع والهبوط فى مطار بن جوريون بتل أبيب.
فيما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، الاربعاء، تضرر نحو 100 منزل فى “هود هشارون” شمال تل أبيب بعضها بشكل كامل جراء القصف الصاروخى الإيرانى ردا على اغتيال إسماعيل هنية وحسن نصر الله.
فيما قال تليفزيون كان الإسرائيلي إن المجلس الوزاري الإسرائيلي السياسي والأمني “الكابينيت” يدرس الرد على إيران بقصف منشآت نفطية.
من جانبها وصفت بعثة إيران لدى هيئة الأمم المتحدة، الثلاثاء، الهجوم الصاروخى الذى شنته على إسرائيل، قبل قليل، بأنه “رد قانونى وعقلانى ومشروع”.
وهددت البعثة الإيرانية، إسرائيل بأنها “إذا تجرأت على الرد، أو ارتكبت المزيد من الأعمال الخبيثة، فسيكون هناك رد مدمر”.
وفى أول رد فعل أمريكا على القصف الإيرانى على إسرائيل، قال الرئيس الأمريكى جو بايدن، أن بلاده مستعدة لمساعدة إسرائيل فى الدفاع عن نفسها أمام الهجمات الصاروخية الإيرانية، ولحماية الجيش الأمريكى فى المنطقة.
كما أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أن الرئيس الأمريكى جو بايدن أمر الجيش الأمريكى بمساعدة إسرائيل فى مواجهة الهجمات الإيرانية، وإسقاط الصواريخ التى تستهدفها.
كما أفادت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، الثلاثاء، بأن المملكة أوقفت حركة الطيران مؤقتًا، بعد إطلاق إيران صواريخ باليستية باتجاه إسرائيل.
فى السياق ذاته، أفادت وكالة الأنباء العراقية، الثلاثاء، بأن العراق قرر إغلاق المجال الجوي.
فيما علقت حركة حماس، على القصف الإيراني الذى استهدف الأراضي الفلسطينية المحتلة والأهداف الإسرائيلية في تل أبيب قائلة: “نبارك عمليات إطلاق الصواريخ الإيرانية والتي جاءت رداً على العدوان الصهيوني ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني”.
وقالت الحركة في بيان الثلاثاء: “عملية إطلاق الصواريخ البطولية التي ينفّذها حرس الثورة الإسلامية في إيران، على مناطق واسعة من أراضينا المحتلة، رداً على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعوب المنطقة، وانتقاماً لدماء شهداء أمتنا الأبطال؛ الشهيد إسماعيل هنية، والشهيد حسن نصر الله، والشهيد اللواء عبَّاس نيلفوروشان”.
وأكد أن “هذا الرَّد الإيراني المشرّف هو رسالة قويّة للعدو الصهيوني وحكومته الفاشية، على طريق ردعهم وكبح جماح إرهابهم، فقد تجاوزت جرائمهم وغطرستهم وانتهاكاتهم للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية كلّ الحدود”.
وأضافت: “نسجّل اعتزازنا بالإخوة في الجمهورية الإسلامية في إيران، وتقديرنا لوقوفهم في وجه الغطرسة الصهيونية المنفلتة، وانحيازهم إلى قيم العدالة ومظلومية شعبنا الفلسطيني، والشعب اللبناني ومصالح الأمَّة العليا المتمثّلة بإنهاء الاحتلال وردع العدو الصهيوني الفاشي”.
ووصف المحللون في الصحف الإسرائيلية الأربعاء، الهجوم الصاروخي الإيراني الواسع على إسرائيل، أمس، أنه يشكل حربا مباشرة بين إسرائيل وإيران.