الحرية كلمة زاهية …براقة….لها جاذبية غريبة تجذب قلب كل من يسمعها …وجميعنا ينشد الحرية. الحرية كلمة لها رنين في الأذن …و للحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق ( شوقي ) . الحرية من الكلمات التي التي ليس لها مفهوم واضح وإن كان المفهوم الشائع لها هو المفهوم الغربي الليبرالي الذي يجعل الحرية قيمة اعلي قدسية من الدين، حتي أصبح من السائغ أن يجترأ علي الدين باسم الحرية ، بينما لا يسوغ أن ينال من الحرية باسم الدين . الحرية…… أصل الحرية : الخلوص من الشوائب أو الرق أو اللؤم ، فالحر علي هذا له ثلاثة معان ١- الحر الخالص من الشوائب ، والحر من كل شىء : أعتقه ٢- الحر الخالص من الرق ، وهو عكس العبد وهو أيضا عكس الأسير ، والحبيس ، والمحجور عليه والمحتل . ٣- الحر : كريم الأصل ، والأحرار من الناس ، خيارهم وأفاضلهم . الحرية …. في علم النفس : القدرة علي تحقيق الفعل ، دون خضوع لتأثير قوي باطنة سواء كانت البواعث ام الدوافع . في القانون : القدرة علي تحقيق فعل ، أو امتناع عن تحقيق فعل ، دون خضوع لأي ضغط خارجي . الحرية … حالة أو وضع شخص ليس واقعا تحت هيمنة آخر ، فهي بهذا ضد العبودية ، وهي صفة من ليس أسيرا أو سجينا ….وهي حالة من لا يخضع لإرغامات ، وتعني القدرة علي العمل بدون إرغامات . مفهوم الحرية في الإسلام : تحرير الإنسان من أشكال العبودية لغير الله تعالي ، سواء ما كان منها للشهوات أو للأهواء والمذاهب والوثنيات أو للأفكار التي تتعارض مع التوحيد الخالص لله تعالي ، وذلك في إطار متوازن يجمع بين الحرية والمسؤولية ، والحق والواجب ، كما يجمع بين الحقوق الفردية والجماعية ، ومن هنا جعل الإسلام الحرية أساس المسؤولية ، ولذلك حرر الإنسان من الحتمية والجبرية الإنهزامية واليأس والضعف ، جاعلا له إرادة واختيارا في حدود الحق والواجب ، مرتبا علي تعديهما الحدود والتشريعات الرادعة حفاظا علي تلك الحرية التي هي مناط التكليف. وفي المقابل نجد مفهوم الحرية في الفكر الغربي هو : إنسلاخ الفرد من كل ما تعارف عليه المجتمع من آداب وقوانين لتحقيق أقصي رغباته وشهواته دون قيد أو شرط أو إكراه من أي جهة كانت . هذا بعض ما قيل أو كتب في الحرية ومفهومها نقلا عن موسوعة المذاهب الفكرية لعبد السلام بن محمد بن عبد الكريم . بهدوء نعيد قراءة ما كتب ، نقرأ الأحداث التي تحدث حولنا لنعرف ما يراد بنا ، هل يريدون لنا الحرية ، ومما سيحررونا وهل نحن مستعبدين ؟ من الذي استعبدنا ؟ كما ذكرت في بداية المقال الكل يبحث عن الحرية ، الكل يريد الحرية ولكن أي حرية يريدون ؟ ما مفهومهم عن الحرية ؟ الحرية الليبرالية الديموقراطية هي أن تفعل ما تشاء وقتما تشاء دون الخضوع لقيد أو شرط مطلقا، فالحرية هنا مطلقة ، والحرية المطلقة بهذا المفهوم لا وجود لها . وهذا هو المفهوم الذي يروج له الغرب للحرية الحرية المطلقة ، تعبد من تشاء أو لا تعبد شيئا ، زنا ..خمور…إلي آخر تلك الأمور فلك الحرية المطلقة ، أنت حر …حريتهم أن تكون حرا من الشرائع والأحكام والأديان فلا شىء يقيدك من دين أو خلق هذا ما أرادوه أن يخرجوك من دينك ، وإلا ففي الواقع هناك قوانين تقيد حريتك المزعومة هناك الشهوات والأهواء التي استعبدتهم فهم لها عبيد ، هناك الأمراض وغيرها يقيد من حريتهم فكيف يكون هناك حرية مطلقة بمفهومهم ، هم يقولون تنتهي حريتك عندك حدود حرية الآخرين إذا فالحرية ليست مطلقة ، وإذا كانت الحرية تنتهي عند حدود حرية أشخاص آخرين ، فلما لا تنتهي حريتنا عند حدود ما أنزل الله ، لقد أرادوا لنا أن نستبيح كل شىء باسم الحرية فنفعل أي شىء دون شعور بذنب أو وخذ ضمير ، وقد حدث فأصبحت ترتكب الفواحش باسم الحرية ،حرية العقيدة …حرية الفكر….حرية الرأي . لكن إذا نظرت إلي تلك الحرية الليبرالية الديموقراطية ، ستجد أنها عبودية وأنهم عبيد لاهواءهم و شهواتهم وأفكارهم ، أما إذا أرادوا الحرية فليكونوا عبيدا لله ليكون الله وحده إلههم فمن اتخذ إلهه هواه ليس حر . لقد نجحوا إلي حد كبير جدا في غزو عقول أمتنا زينوا لهم القبيح ، وقبحوا لهم الزين وصارت الأمور تجري عكسيا . اعد قراءة المفهوم الإسلامي للحرية ، ستجده أدق معني وأصدق كلاما وهو بعد ذلك واقعيا تقبله النفس و يقبله العقل . حريتهم المزعومة خروج عن كل شىء واتباع للهوي والشهوة ، إنهم يعبدون كل شىء إلا الله ، فحريتهم لا تصلح لنا لأن لنا حرية أخري غير حريتهم. أسعد الله حياتكم