حـــــــوار مع صحـــــــابي
كتب/ على مهران
(أبو عبيدة بن الجراح عامر) – رضي الله عنه -.
أمين الأمة ، صدق مع نفسه ، فهداه الله ، وذهب إلى رسول الله يطلب الشهادتين ، فدله النبي للخير ففعله أبوعبيدة ، ودخل في دين الله – تعالى – فرفع الله قدره ورضي الله عنه وأرضاه ، وقال النبي فيه : إن ” لكل أمة أمينا ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح “.
( م : المحاور ، ض: الضيف )
م : عرفنا بنفسك يا أمين الأمة .
ض : أبو عبيدة بن الجراح عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهربن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، الفهري ، القرشي ، المكي، أحد المبشرين بالجنة ، ومن السابقين للإسلام ، أجتمع مع النبي في فهربن مالك .
وأمي ، أميمة بنت عثمان بن جابر بن عبد العزى بن عامر بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر ، أدركت الإسلام ، وأسلمت .
م: وماذا عن الميلاد ؟!
ض : الميلاد بمكة سنة 40 ق هـ
م: كلمنا عن السمات الشحصية يا صاحب رسول الله .
ض : كنت نحيفا ، معروق الوجه ، خفيف اللحية ، طوالا ، أحنى ، أترم الثنيتين
م : كلمنا عن اعتناقك الإسلام .
ض: بحمد من الله اعتنقت الإسلام مبكرا ، قبل دخول النبي – صلى الله عليه وسلم – دار الأرقم .
م: حدثنا عن الهجرة .
ض : هاجرت إلى الحبشة ولم ألبث بها طويلا ، ثم إلى المدينة ونزلت على كلثوم بن الهدم الأوسي ، ولما حضرنا النبي ، آخى بيني وبين أبي طلحة (زيد بن سهل بن الأسود الخزرجي ) .
م : وماذا عن المشاهد مع النبي ؟
ض: حضرت المشاهد مع رسول الله ، ولي معه يوم أحد كلام ، عندما باغتنا المشركون ، فكنت من الثابتين .
م : حدثنا عن ذلك اليوم .
ض : يوم أحد ، وبعد نزول الرماة من أعلى الجبل ، فقد خالفوا رسول الله فهاجمنا المشركون ، فأصيب النبي ، ودخلت حلقتين في وجنتيه بثنيتيه ،فانخلعت ثنيتاه فازداد جمالا بهما ، وكنت قد خلعت إحدى الحلقتين من وجهه الشريف ، فحدث لي هتم ،وشتان ما بين الثنيتين .
م : هل لك علاقة بنزول الآية الكريمةرقم 22 سورة المجادلة ؟
ض: فسر لها المفسرون أكثر من سبب نزول واعتبروني أحد أسباب النزول وممن خصني بذلك عبد الله بن مسعود عندما التقيت بأبي يوم أحد ، وكان على شركه فحدث بيننا قتال ، فقتلته ، ونزلت الآية تبين أن حب الله ورسوله لا يعدله حب ، فقال تعالى : “لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخريوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا أباءهم أو أبناءهم أوإخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهارخالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون )
م: ما قصة أمانة الأمة ؟
ض: لما جاء أهل نجران إلى النبي- صلى الله عليه وسلم – قائلين له : ” ابعث لنا رجلا أمينا ، فقال : لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين ، فاستشرف له الناس ”
فبعثني – صلى الله عليه وسلم – وقال النبي: ” إن لكل أمة أمينا ، وإن أميننا ، أيتها الأمة ، أبو عبيدة بن الجراح ” .
م: ما موقفك يوم السقيفة ؟ .
ض : بعد موت النبي – صلى الله عليه وسلم – حدث أن الأنصار اجتمعوا على اختيار منهم خليفة ، أو يتقاسم الأمر بين الهاجرين والأنصار ، فقال أبوبكر: الخلافة من قريش لأنهم أوسط العرب دارا ، وأعربهم أحسابا ، ورشحني أنا أو عمر ، فاخترتا أبا بكر الصديق ، لأنه خيرأصحاب النبي ، واستتب الأمر لأبي بكر الصديق
م : وماذا عن الزواج والذرية ؟
ض : بالنسبة لزوجتي هي هند بنت جابر بن وهب ولي منها ولدان هما يزيد ، عمير
م : كلمنا عن جهادك في الفتوحات يا أمين الأمة .
ض : الجهاد محبب إلينا ، وهومفروض علينا ، أما عن فتح الشام ، تعددت مواقع الجيوش الإسلامية بعد فتح حمص سنة 14 هـ
فكنت أنا في حمص ، وخالد بن الوليد في دمشق ، وشرحبيل بن حسنة في الأردن ، وعمرو بن العاص في فلسطين ، ولما وصلت الأنباء بتحرك جيوش الروم ، تشاورت مع القادة واتفقنا على تجمع الجيوش في مكان واحد ونطلب المدد من المدينة.
وأخر الأمر اتجهنا ناحية اليرموك وتنازلت عن القيادة لخالد بن الوليد فنظم الجيوش في اليرموك ، والثقة بالله وصدق الإيمان ، وحسن التنظيم والتخطيط هي الدافع للنصر بالرغم من أن عددنا كان 46 ألفا وعددهم كان ماتي ألف ، وتوالت الانتصارات في فتح الشام ، وفتح بيت المقدس ، وحدث أن انتشر مرض عمواس ، فكثرة الجثث من لدى الروم كانت سببا في انتشار المرض.
وحاول عمر بن الخطاب أن يجذبني إلى المدينة ، لكني آثرت البقاء مع الجنود ، وكان أمر الله بأن قضى المرض على أكثر من خمسة وعشرين ألفا من الجنود المسلمين، وكنت واحدا منهم .
م : صدق من سماك أمين الأمة ، بم تذكرك هذه العبارة ؟ .
ض : عندما نزل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ساحتنا بالشام ، وجاء وقت الطعام ، فقلت له : أتأكل من طعام الجند أم من طعام قائد الجند يا أمير المؤمنين ؟
فقال لي : أرى هذا ، وأرى هذا ، وعندما نظر طعام الجند وجد اللحم والمرق والثريد ، فقال عمر: هذا طعام الجند ، وأين طعام قائد الجند ، فنظر فوجد كسرات من الخبز اليابس وكوب من اللبن وقال : هذا طعام قائد الجيش ، قالوا : نعم ، فقال لي عمر : صدق من سماك أمين هذه الأمة .
م : متى وأين كانت الوفاة يا أمين الأمة ؟
ض : كانت سنة 18 هـ في الشام ، حيث انتشار مرض عمواس ، وكان ممن صلي عليّ معاذ بن جبل .
م: بارك الله لكم ، وجزاكم عنا خيرا يا صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، – رضي الله عنكم ، وأرضاكم – والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ض : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .