المقالات والسياسه والادب

حكايات كحيان بن عدمان (18) بقلم  محمد فتحى شعبان

حكايات كحيان بن عدمان (18)

عايدة كانت تكبرني بعدة سنوات …انثي مكتملة وانا قد ولجت إلي العشرينات من عمري ، كانت هادئة لا تختلط كثيرا بأهل حارتنا ، كان بيتها في منحني يؤدي إلي ارض فضاء بها بركة مياه و هيش ، تنبت فيها نباتات برية ، و تحط في البركة طيور غريبة الشكل مهاجرة ، كنت امر امام بيتها كلما ذهبت للصيد من عند البركة ، تجلس أمام البيت خاصة ايام الصيف ، احيانا اراها تقف أمام باب البيت فإذا واجهت أشعة الشمس تشف ملابسها عما تحتها كأنها بلا شىء .

منذ صغري و أنا أحب شيئين الحكايات والكتب ، كنت مولعا بكتب التاريخ ، كان أول كتاب أقرأه عن سيف الدين قطز عثرت عليه بين مجموعة كتب قديمة ، صفحاته الأولي ممزقة ، عندما كبرت قليلا صرت أتطلع لعالم النساء ، لم يكن الأمر عاديا بالنسبة لي ، كنت أعقد مقارنات بين أجساد النساء و أجساد الرجال لكن كان هناك أشياء مخفية لا اعرفها .

صرت مولعا بسلسلة رجل المستحيل وانا في المرحلة الإعدادية ، اشتري اصداراتها اولا بأول ، في المرحلة الثانوية كانت مدرستنا مختلطة صبيان وبنات ، في وقت الفسحة كنت اراقب البنات اتابع سيرهن و صدورهن النافرة ، واظبت علي شراء أحدي المجلات التي تنشر صور الممثلات في ملابس عارية .

بعد عدة أيام من زفاف خالي الأصغر ذهب الجميع إلي زيارته ، ذهبت مع النساء كن يرون اني طفلا ما زلت رغم اني كنت في العاشرة من عمري ذلك الوقت ، اجتمعت النساء في غرفة واحدة …تكدست الأجساد …كان الجو حارا خانق ، تخفف بعضهن …كانت العروس ترتدي ثيابا خفيفة تظهر ما تحتها ، قامت امي بتفريق اكواب من أحد المشروبات الغازية وبعض قطع الحلوي ، علت أصوات النساء و تناثرت الحكايات ، كانت نظراتي متفرقة …تلتصق بكل واحدة ، تقدمت امي نحو العروس واعطت لها شيئا في يدها ثم توالت النسوة علي نفس الفعل ، كانت العروس ترفض فعلا صوت امي …دي نقطتك يا عروسة .

ذهبت مبكرا إلي البركة لم تكن عايدة عند باب البيت فالوقت مبكر ، ألقيت بالصنارة وانتظرت ، ذهب خيالي في كل ناحية ….ها هي عايدة تجلس جانبي بثوبها الشفاف كانت ملابسها الداخلية واضحة ، ضمتنى إليها و ألصقت وجهها بوجهي ، استفقت علي حركة الصنارة …جذبت البوصة حين خرجت الصنارة كان بها سمكة صغيرة جدا …القيت الصنارة مرة أخري …ثم أخذني الخيال فحلقت بعيدا .

كانت المرحلة الجامعية بمثابة انطلاق لي من قيود الطفولة رغم اني لم أشعر يوما اني طفل

مقالات ذات صلة