حكاية مثل : ” إذا لم تغلب فاخلب “
بقلم علي مهران
المثل مهاة ، ترنو إلينا بعينين نجلاوين ، فيكون التمكين ، وجودة المراقبة ، وعلى أثرها تكون الدقة في الحكم ، والكلام بمقتضى الحال ، فيكون حسن المرجع
المآل ، وننقلب إلى الأهل مسرورين ، بمساعدة المثل ، ومثلنا : ” إذا لم تغلب فاخلب ” مثل له حكاية ( مورد ) تعود إليه ، فقالوا المثل عند صعوبة تحقيق
النصر بالقوة فهنالك أبواب نعبرمن خلالها ؛ لتحقيق الغلبة ألا وهي المواراة ، ومنها معنى المثل : إذا لم تدرك الحاجة بالغلبة والاستعلاء ، فاطلبها بالرفق
والمداراة ، وأصل الخلابة الخداع ، ومنه إذا ومضت ، ولم تمطر فقالوا : ” برق خلب ” : أي برق مخادع من غير مطر، ومنه سميت المرأة خلوبا ، لتمكنها
من المراوغة ، وله تفسير آخر ، أي إذا لم تتغلب على عدوك بالقوة والجلد فاخدعه ، وأمكر به ، فإن المكر في الحرب أبلغ ، وهذا المعنى يدنو من مفهوم قول
النبي – صلى الله عليه وسلم- : ” الحرب خدعة “، وقد قيل : ” نفاذ الرأي في الحرب ، أنفع من الطعن والضرب ”
ويضرب المثل لمن لا يتمكن من النصر، والنيل من الأشياء بالقوة ، فعندئذ يلزمه المراوغة .