حكاية مثل : ” بعد ما شاب ودوه الكتّاب “
بقلم علي مهران
المثل ألف وصل ، لا قطع ، ولا فصل ، تصل كلماته الجميع ، فهي لا مقطوعة ، ولا ممنوعة ،
تثلج الصدور ، وتعطي المحروم ، وتعلم من أراد التعلم ، وترفع العزائم والهمم ، ومثلنا : ” بعد ما
شاب ودوه الكتاب ” ، مثل مأخوذ من القرية المصرية ، وله قصة (مورد) تعود إليه ،قبل تويض
المثل نتطرق لتوضيح بعض الكلمات ، شاب : كبر سنا ، ودوه : ذهبوا به ، الكتّاب : مقر التعليم
قديما ، وحكاية المثل تعود إلى أم كبيرة سنا ، أمية ، كعادة أهل القرية قديما ، ذهب ولدها للمدينة ؛
لينال حظه من التعليم ، وقد كانت وسائل الاتصال قاصرة على الرسائل ، فكانت طريقة الاطمئنان
بين الابن ، وبين الأم ، وقد اعتادت الأم على أن تذهب بالرسالة إلى شيخ الكتاب ؛ ليقرأ لها الرسالة
، وذات مرة ، وصلت الرسالة الأم ؛ فدفعها الشوق ، ففضت الرسالة ، وتأملتها بحرقة ، والدموع
تسيل ، فدخلت جارتها ووجدتها على هذا الوضع ، فظنتها تقرأ على هذا السن فقالت : ” بعدما شاب
، ودوه الكتاب ” ، ويضرب المثل لمن يتعلم أمرا على كبر سنه .